(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يتفرَّد إنجيل متَّى بإيراد مثل العبد عديم الشفقة في ختام الفصل الثامن عشر الذي يعالج موضوع كيفيَّة عيش الملكوت في الجماعة المسيحيَّة، أي في الكنيسة. بعد إظهار عدَّة محطَّات في عيش الملكوت في الجماعة، ينتهي بالتوقُّف على موضوع الغفران الأخويّ. يأتي هذا المثل من ضمن جواب يسوع على سؤال بطرس: كم مرَّة يخطأ إليَّ أخي وأغفر له؟ يفتح يسوع مسألة الغفران ليجعل منها "حالة"  يعيشها المؤمن. يأتي مثل العبد عديم الشفقة ليشرح أساس هذه الحالة الإيمانيَّة الُمميَّزة.

المقارنة التي يُقيمها المثل تكشف سهولة فهمه: أما كان يجب عليك أنْ ترحم صاحبك مِثلما رحمتُك؟ حالة الغفران التي يجب على المؤمن أنْ يعيشها ناتجة عن رحمة الله للإنسان من دون أيِّ استحقاق.

تأمل في النص

في البداية يأتي إعفاء السيِّد دين العبد الأوَّل؛ ولمَّا لم يُعفِ هذا العبد دين صاحبه الصغير، تراجع السيِّد عن قراره الأوَّل وعاد يُطالب العبد الأوَّل بتسديد دينه. في نهاية هذا المشهد، يقول يسوع: هكذا يفعل بكُم أبي السماويّ... قد يُفاجئنا كيف أنَّ الآب يتراجع عن غفرانِه، فيتصرَّف كما يتصرَّف الإنسان!

في الواقع، يكشف لنا المثل أنَّ الآب السماويّ يتصرَّف مَعنا بالطريقة التي تناسبُنا، إذْ يحترم حرَِّّيتنا. والطريقة التي تناسبنا، نحن نكشفها لَه من خلال تصرُّفاتِنا. ينظر إلى سلوكنا مع الآخرين، فيطبِّقه علينا لأنَّه السلوك الذي يُرضينا.

الفكرة الرئيسة

يُعلّمنا هذا المثل أنْ يكون تصرُّفنا مع الآخر على مثال تصرُّف الربِّ معنا. وجوهر تصرُّف الربِّ معنا هو محبَّة وغفران.

صلاة

يا ربَّنا يسوع المسيح، نحن نُصلِّي كلَّ يوم الصلاة التي علَّمتَها تلاميذَك: أبانا... أعطِنا أنْ نفهَم فظاعة ذلك الحُكم الذي ندين بِه أنفسنا عندما نقول: اغفِر لنا كما نحن نغفر. نَعدُكَ يا ربُّ، لا أنْ نُغيِّر في مضمون الصلاة، بل أن نُغيِّر سلوكَنا فَيُصبح هذا الحُكم خلاصًا لنا.

خذ قرارًا لهذا اليوم