(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

في الجزء الثاني من النص النثري الخاص ببركة الأجيال القادمة عبر بركة أولاد يوسف (تك 48 : 8– 22) يقوم يعقوب بمباركة ابني يوسف مقدمًا أفرايم الصغير على منسى الكبير، مناقضًا بذلك المنطق والعادات البشرية. وتمثل البركة محور النص بأكمله. فالعائلة التي بدأت مع بركة (12 : 1– 3) تستمر البركة حية وتتابع وجودها في حياتها في الحاضر وفي المستقبل (48 : 8– 14). وأولاد يوسف هم علامة على مقدار البركة التي بارك بها الله يعقوب (آ 11). ومحتوى بركة يعقوب لأولاد يوسف (آ آ 15 – 16 ، 20 ) يقدم ملخصًا يتوج إيمان الآباء والأجداد. وكلمات يعقوب تربط أحفاده بأجداده وتعلن استمرارية بركة الرب في حياة العائلة في الماضي والحاضر والمستقبل. ومن الهام أن نشير هنا إلى نقطتين هامتين. النقطة الأولى هي أن الأفعال التي تصف عمل الله في حياة يعقوب (سلك/سار، رعى، نجى/خلص، ويجعل) هي أفعال ترتبط بالراعي. والنقطة الثانية هي أن اختيار أفرايم هو صورة خالصة للنعمة تكسر كل المنطق البشري الذي يسود حياتنا ومجتمعاتنا (آ آ 17 – 19).

تأمل في النص

تعلن لنا تك 48 : 8– 22 أن النعمة، والنعمة وحدها، هي ما تحكم علاقة الله بخليقته وشعبه، وأن إلهنا هو إله لا يحكمه منطقنا البشري أو مفهومنا نحن للاستحقاق والقيمة. وتلك النعمة هي مصدر البركة التي يفيضها الله في حياة خليقته وشعبه في الماضي والحاضر والمستقبل ويرافق ويقود من خلالها حياة خليقته وشعبه كما يرافق الراعي الصالح قطيعه ويقوده في ترحاله وتجواله.

الفكرة الرئيسة

نعمة الله التي تكسر منطقنا ومفاهيمنا البشرية هي وحدها ما تحكم علاقتنا بإلهنا وتشكل مصدر بركة الله في حياة خليقته على مر الأجيال.

صلاة

أعطنا اللهم أن نسلم حياتنا لنعمتك التي تتجاوز قدرتنا على الفهم والإدراك واثقين أن لنا بها وحدها ملء الحياة.

خذ قرارًا لهذا اليوم