(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

بعد أن ينال البركة الإلهية على رحلته المنتظرة إلى مصر ونزوله بكل ما له إلى هناك، يلتقي يعقوب أخيرًا بابنه يوسف الذي كان ميتًا فعاش (لو 15 : 32). ومن الملفت للنظر أن تك 46 : 30 تظهر أن يعقوب إنما كان يبحث من نزوله إلى مصر عن ابنه وليس عن أرض أو عن طعام في وجه المجاعة.

ومن الهام أن نلاحظ هنا أن أول ما يقوم به يوسف بعد اللقاء بأبيه وإخوته هو الطلب إليهم أن يكذبوا "نصف كذبة" على فرعون، رغم كل ما حصل معه هو شخصيًا نتيجة لكذب إخوته، حيث ينصح يوسف إخوته أن يتجنبوا إعلان أنهم رعاة لأن الرعاة نجسون للمصريين، وبالتالي فعليهم أن يعلنوا أنهم أصحب مواشٍ (46 : 33 – 34). ولكن عند سؤالهم عن عملهم من قبل فرعون في 47 : 3 يعلنون أنهم رعاة في تعبير عن رفضهم للعودة إلى الكذب من جديد بعد أن نسوا ما هو وراء وسعوا إلى ما هو قدام (في 3: 14) وعن رفضهم لتبني مفاهيم الامبراطورية والانصياع لها.

وفي ذلك السياق يأتي اللقاء بين يعقوب وفرعون (تك 47 : 7– 10) كلقاء ومواجهة بين عالمين مختلفين وبين طريقتين مختلفتين للحياة. ومن الهام أن نلاحظ هنا أن يعقوب هو من يبارك فرعون وليس العكس، رغم كل ما لفرعون من جاه ومكانة وسلطان، في إشارة إلى أن الامبراطورية هي أيضًا بحاجة لبركة الله وإلى أن إسرائيل لا تأتي إلى مصر فقط لتأخذ ولكنها تقدم أيضًا ما لديها.

تأمل في النص

تقدم لنا تك 46 : 28 – 47 : 10 صورة للقاء بين شعب الله من جهة والعالم من جهة أخرى، فتظهر لنا أننا كثيرًا ما نضعف ونقوم بالخضوع لمفاهيم العالم عوضًا عن أن نكون، كما هي دعوتنا، بركة في حياة العالم وصوت ضمير للعالم. وفي نفس الوقت، يدعونا هذا الجزء من النص كمسيحيين شرق أوسطيين لنرفض لعب دور الضعيف والذي يحتاج دائمًا لمساعدة ودعم الآخرين ولكن لندرك أيضًا أن لدينا ما نقدمه للآخرين في الشرق الأوسط كما في العالم أجمع.

الفكرة الرئيسة

شعب الله في كل زمان ومكان مدعو ليكون ملتزمًا بقيم الملكوت وفاعلًا في تحقيق دوره كلمسة محبة ومصدر بركة في حياة كل من وما حوله.

صلاة

نتضرع إليك يا ربنا لتشعل نار محبتك في قلوبنا فنلتزم برسالة ملكوتك ونكون رسل أمينين لكل من وما حولنا.

خذ قرارًا لهذا اليوم