(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

مع الانتقال إلى تك 43 : 1، فإن اشتداد المجاعة تعلن بدء مرحلة جديدة في هذه الوحدة (تك 42 – 44) التي تدور حول تأثر سلطة يوسف في مصر على علاقته بإخوته وتحقق حلم يوسف في تكوين 37 بشكل كامل. ومرة أخرى، يعقوب هو من يكون وراء رحلة أبنائه إلى مصر، وبالتالي، سجودهم لأخيهم (43 : 2؛ انظر 42 : 2). وبحسب النص، فإن يعقوب لا يرسل أولاده إلى مصر هذه المرة إلَّا بعد نفاذ القمح الذي أحضروه في رحلتهم الأولى، رغم أن الوقت الذي مر كان كافيًا لهم ليقوموا برحلتين جديدتين (43 : 10 )، تاركًا ابنه شمعون في الأسر كل تلك الفترة، في محاولة منه لحماية بنيامين، وفي إشارة واضحة أخرى لتفضيل يعقوب لأولاد زوجته المحبوبة راحيل على بقية أولاده. ومن الملفت للنظر هنا أن يعقوب يعتبر في آ 6 أن مجرد إخبار الإخوة ليوسف عن بنيامين هو إساءة إليه هو شخصيًا. كما أنه من الملفت أيضًا أن آ آ 6– 7 تشيران إلى أن الإخوة لو عرفوا مسبقًا أن يوسف سيطلب إليهم احضار بنيامين لكانوا سيقومون بالكذب والخداع، مرة أخرى، لا بل وأن يعقوب كان يفضل لو أنهم قاموا بذلك.

في النهاية، بقي أن نشير إلى نقطتين هامتين في النص. النقطة الأولى هي أن أبناء يعقوب يستعملون تعبير "اشترينا لك" (آ 4) للضغط على أبيهم، رغم أن القمح الذي يحتاجون أن يشتروه هو لأجلهم هم وأولادهم أيضًا. أما النقطة الثانية، فهي أن يهوذا يأخذ في هذا النص مكانة خاصة مرة أخرى، حيث يتدخل ليصنع فارق (آ آ 8– 10). ودعونا نشير هنا إلى أن تدخل يهوذا يختلف عن تدخل رأوبين (42 : 37) في وضعه لنفسه، وليس لابنه، كضمانة لإعادة بنيامين إلى أبيه (43 : 9).

تأمل في النص

يظهر تك 43 : 1– 10 طبيعتنا البشرية التي كثيرًا ما تسمح للخوف أو للتواني والكسل أن يشلها فنتأخر عن القيام بما يتوجب علينا القيام به ونستمر بتأجيله مع كل ما يتضمنه ذلك من خسائر وتضحيات؛ والتي كثيرًا ما تبرر لنا أن نقوم بالكذب والخداع (كذبة بيضاء) عندما يكون لنا مصلحة في ذلك.

من جهة أخرى، تدعونا تك 43 : 1– 10 لنأخذ المبادرة ونتحمل المسؤولية ونتحمل المخاطرة التي بدونها لا يمكننا أن نصنع فارقًا في حياتنا وحياة من حولنا، ونكون مستعدين للتضحية لنصنع حياة أفضل لآخرين، على صورة إلهنا الذي يبذل حتى ذاته ليكون لنا حياة أفضل (يو 3: 16 ؛ 10 :10).

الفكرة الرئيسة

نحن مدعوون لنرفض الاستسلام للخوف والكسل ونقوم بأخذ المبادرة مستعدين للتضحية في سبيل صنع فارق في حياتنا وحياة كل من وما حولنا.

صلاة

أعطنا اللهم أن نثبت أنظارنا على رئيس إيماننا ومكمله يسوع الذي يدعونا ويدعو كل من يؤمن به لينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعه.

خذ قرارًا لهذا اليوم