(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

"من ثمارهم تعرفونهم". عبارة ردّدها الرب مرّتين (آ 15 و آ 20 )، وهي تبيّن خطرين محدقين بالإنسان الذي يختار اّتباع يسوع فعليًّا ويلتزم بهذا الخيار.

1. خطر ينبع من الذات:

يكمن في عدم ثقة الإنسان بأنّه قادر على بلوغ الهدف، فيلجأ إلى اختصار المسيحيّة بحسب طبعه وذوقه الشخصيّ وميوله وأفكاره... فتغدو مسيحيّة انتقائيّة في حين أنّ الرب يدعو إلى الكمال على مثال كمال الآب السماوي، من خلال عيش تعاليم الإنجيل بكليّتها. فالمسيحيّة تتجلّى بالثمار التي تشابه تلك التي أثمرها يسوع الإنسان الكامل والأخ الأكبر. باتّباع يسوع يستطيع كلّ إنسان أن يفعّل القدرات الموهوبة له فيبلغ قمّة الحياة الروحيّة.

2. خطر داهم من الخارج مصدره أنبياء كذبة:

الأنبياء الكذبة هم الخارجون عن تعاليم الإنجيل. إنّهم المنادون بتعاليم جديدة، والقادرون على الإقناع بأنّهم يملكون الحقيقة ليُظهروا أهميّتهم وقدراتهم ومواهبهم، وكأنّهم هم موضوع البشارة وليس المسيح كلمة الله.

تأمل في النص

لطالما كانت المسيحيّة معرّضة عبر التاريخ لكلّ أنواع البدع، وقد حذّر القديس بولس في رسائله، والقديس يوحنا في سفر الرؤيا، من كلّ الأشخاص الذين يشوّهون بتعاليمهم الإيمان المسيحي الحقّ. وإيماننا اليوم مهدّد بمثل هذا الخطر. فكثيرون هم الذين يخدعون الناس بالتوجّه إلى مشاعرهم الدينيّة، وإلى الماورائيّات والقوى الكونيّة. وكثيرون هم الذين يبشّرون بديانة مسيحيّة كما يفهمونها فيستعملون الكتاب المقدّس بحرفيّة تجعل من المسيحيّة ديانة أبعد ما تكون عن المسيح. في كل ذلك يجدون مساندة وسائل الإعلام التي تنشر أفكارهم لأنّها الأسهل والأربح، فيلبسونها أقنعة الحرّية والانفتاح ونمو الفرد وراحته التي لا يدينها الله، فيسوّقونها بلباس الحملان الودعاء. هذا كلّه يشكّل تحدٍّ لحياتنا الروحيّة، ودعوة لعدم الانجرار مع عالم الظلام بعد أن عرفنا نور المسيح الحقّ وجعلنا من كلامه أساس حياتنا والوسيلة القادرة على جعلنا نثمر الخير والسلام. فالمحبّة التي تُقاس بالمشاعر والأحاسيس تبقى محبّة وهميّة، والمطلوب من اتباع المسيح البرهان عن محبّتهم بعيشهم إرادة الآب الذي في السماوات، وهي محبّة تؤدّي بمن يحبّ إلى بذل ذاته عن أحبّائه. على هذا الأساس لا يمكن للمؤمنين أن ينخدعوا ويتبعوا الأوهام.

الفكرة الرئيسة

حقيقة الإيمان بالمسيح يسوع تنجلي من خلال تتميم إرادة الآب وقد أعلنها المسيح ابنه في الإنجيل. وكل الباقي من الباطل.

صلاة

ساعدني يا رب على تمييز إرادتك من بين كلّ ما يقدّمه عالم اليوم من دجلٍ وأوهام. أرسل روحك القدّوس ينير قلبي فأختارك وأثمر ثمرًا يليق بملكوتك. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم