(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

وصيّة أخرى يعطيها يسوع تأخذ مساحة كبيرة من العلاقات البشرّية، هي العلاقات الجنسيّة ضمن الزواج ويتناول فيها مسألتي الزنى والطلاق. يريد الرب طهارة القلب والنظرة، والعودة إلى روعة الخلق الأوّل. بهذا تتأمّن استمراريّة العلاقة بين الرجل والمرأة ضمن إطارٍ عائليّ يثابر فيه الشريكان على الأمانة الدائمة، والمسامحة، وقبول الآخر، والإقرار بالخطأ والاعتذار. فالعائلة المسيحيّة هي صورة للعائلة الإلهيّة، ولا يجوز أن تُجرح قيمتها بالنظرة أو بالكلمة؛ ولا يجوز أن تكون المبادئ المقدّسة، على هذا المستوى، موضوع سخرية أو مدعاة للضحك أو لتجارة الكلام.

يذكّر الربّ أنّ كل إنسان هو مسؤول عن الآخر، رجلًا كان أم امرأة. فلا يُقبَل أن تكون النظرة إلى الآخر نظرة استملاك أو استهلاك، لأنّ كلّ إنسان هو كائن حيّ، مفكّر، محبّ، قادر ومسؤول وليس مادّة يُسجَنُ في كينونته الجسديّة. الإنسان مخلوق على صورة الله كمثاله، يتكامل مع الآخر على كافة الأصعدة. والقاعدة هي أنّ رجل واحد لامرأة واحدة، وامرأة واحدة لرجل واحد، والباقين جميعًا إخوة وأخوات في المسيح.

تأمل في النص

يتطرّق يسوع في كلامه إلى موضوع الجهاد الإنسانيّ الضروري لكي تسعى النفوس إلى جعل العالم ملكوت الله. فالزنى هو حالة موت استثنائي في عالم تتقدّم فيه البشرّية كعائلات. إنّ الرب الناهي عن شهوة النظر يردّ الإنسان إلى ذاته، يدعوه إلى فحصٍ عميق لطهارته الداخليّة التي يترجمها حياة طاهرة في نظرته وفي تصرّفاته.

 يتجرّأ يسوع على العادات القديمة والشريعة الذكورّية في الآيتين 31 و 32 لأنّه يساوي في المسؤوليّة بين الرجل والمرأة رافعًا الظلم عن النساء المهمّشات في عصره، داعيًا الرجل "الأقوى" إلى فحص ضميره، ومشدِّدًا على قدسيّة الارتباط بين الشريكين.

الفكرة الرئيسة

ليس في حياة الإنسان ما لا يدخل في الجهاد من أجل الأبديّة. وللعلاقات الجنسيّة والزوجيّة الطاهرة دور كبير في الدلالة على نوعيّة الحياة المسيحيّة التي يحياها الرجل والمرأة.

صلاة

يا من خلقت الإنسان رجلًا وامرأة لينموا بنعمتك ويكثروا بحسب إرادتك، أرسل روحك القدوس يقدّس كل علاقة حميمة، ويجعل من كلّ عائلة صورة للعائلة التي تريدها. آمين.

خذ قرارًا لهذا اليوم