(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
كان الفلاسفة قديمًا يعتبرون الإنسان حيوانًا ناطقًا، لأنّ اللغة هي ما يُميّزه عن سائر المخلوقات، ولأنّ الكلمة هي الوسيلة المثلى لبناء علاقات إنسانيّة فهي التي تترجم الأحاسيس والطموحات والأفكار، وهي التي تسمح بنشر الفكر والثقافة والقيم وتمتين العلاقات بين البشر.
وللكلمة أهميّة شموليّة في حياة الدول لأنّها قادرة على صنع السلام أو الحروب؛ لكنّها خطرة، لأنّها بقوّة الإقناع قادرة على السيطرة على الشعوب إلى حدّ الاستعباد.
أما الرب الذي تكلّم بالوصايا مع موسى، وفي آخر الأزمنة كلّمنا بابنه، فهو يدعو إلى غربلة الكلمة بالوعي الذكيّ والتمييز لكي تعبّر عن أفكار بنّاءة للإنسانيّة. ولأنّ يسوع هو الحقّ، والحقّ يحرّر، فهو ينهي عن الحلفان داعيًا الإنسان إلى العودة إلى الحقيقة مصدر الإنسان.
تأمل في النص
حين تمتلئ النفس من الحقيقة، وتفي بالوعد المقطوع من خلال الكلمة، لا يعود هناك من حاجة إلى توثيق الكلام بالحلفان. على الإنسان أن يكون صادقًا، صاحب قلبٍ طاهر، حينه تعتصم كلمته بالحقيقة بعيدًا عن التزييف والفساد. لذلك يكفي أن يقول الإنسان كلمة"نعم" ليؤكّد ما يقوله، أو أن يقول "لا" ليكون نفيه قاطعًا، والباقي من الشرير. لا يجوز إذًا الحلفان بأيّ شيء أو بأيّ أحد، لأنّ الإنسان في هذا العالم وكيل لا يملك شيئًا، وعليه بالتالي أن يعيش بتواضع الوكيل الفقير الذي يعي أنّ الرب، المالك الأصليّ، سيطالبه يومًا بحساب وكالته.
الفكرة الرئيسة
قال الله كلمته فخلق الكون والإنسان، وبكلمته خلّص العالم، وهو يدعونا لتكون كلمتنا كلمة حقّ لا تعرف المساومة ولا الكذب.
صلاة
ساعدني يا ربّ أن تكون كلمتي صادقة لا غشّ فيها ولا زيف. أعطني الشجاعة لأبعد عنّي كل كذب وأشهد في كلامي لك أنت الحق فيمجّدك الناس. آمين.
خذ قرارًا لهذ اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More