(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

أمام حديث يسوع عن الشريعة تبادر إلى اذهان المؤمن عدّة أسئلة منها لماذا الشريعة وما هي قيمتها ما دام يسوع هو المخلّص وشخصه هو الملكوت؟ وكيف نتعامل مع هذه الشريعة مع كوننا أولاد الله الأحرار؟

يعلن يسوع أنه جاء لا ليبطل الشريعة بل ليكمّلها محافظًا على "الحرف" و "النقطة" . وللتغلّب على التجارب (مت 4)، تمسّك يسوع بالكتاب المقدّس أي بالشريعة ووصايا الله؛ وفي حياته تّمم يسوع الشريعة وعاشها. ولكنه في تطبيقه لها، كان يجعل من المحبّة لله وللقريب جوهر كلّ ما يقوم به. إنّ تتميم الشريعة ليست في منطق يسوع إلَّا تعبيرًا عن محبّته لأبيه السماوي أوّلًا.

يبقى أنّ الشريعة هي حماية وحصن، لأنّها تمنح المؤمنين القدرة على التمييز ومعرفة الخير والشرّ. إنها مرجع للتصرّف، تشذّبه، وتقطع الشكّ باليقين، وتنفي التردّد في اتّخاذ القرارات.

تأمل في النص

يسمح لنا المسيح أن نتفوّق على حرفيّة الشريعة في تطبيقنا اليوميّ لها ولكنّه لا يسمح أن لا نطبّق أسسها المبدئيّة، بعيدًا عن الأصوليّة والتزمّت. ليست الشريعة مقدّسة بحدّ ذاتها، بل هي مقدّسة للإنسان لأنّها في خدمته.

بنى يسوع الشريعة الجديدة على أسس وصايا العهد القديم، ولكنّه كمّلها بشخصه أي بالرحمة، وقد أعلن أنّه "لا يريد ذبائح بل رحمة " (مت 12 : 5). شريعته تُعاش في القلب، بالمحبّة، لأنّ الإنسان هو صورة الله أبيه: فكما أنّ الله رحيمٌ، على أولاده أن يكونوا رحماء، لأنّ أهميّة الشريعة لا تكمن في تطبيقها الحرفيّ بل في التغيير اليوميّ للقلب. وهذه المعضلة كانت سبب جدال يسوع الدائم مع الفرّيسيّين.

الفكرة الرئيسة

ألزم يسوع أتباعه بالوصايا الإلهيّة لكي تكون سورًا واقيًّا من التفلّت، لكنّه أضاف إليها شريعته التي عاشها، والتي تقوم على المحبّة "حتى بذل الذات". شريعة المسيح هي شريعة الروح الذي يروحن كلّ قانون ليجعل من المحبّة أساسًا.

صلاة

هبني يا رب نعمة الالتزام بوصاياك والعمل بها مهما صعُبت، ونعمة عدم مخالفة إلهامات روحكَ القدّوس الذي يفهمني إرادتك، لأكون من العظماء في ملكوت السماوات 

خذ قرارًا لهذا اليوم