(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص
هذه محاولة ثانية يقوم بها موسى وهرون لتحرير الشعب. فرعون يطلب علامة على صدق كلامهما. كلامهما هو أن الله طلب منهم أن يعبدوه على الجبل وإلا يصيبهم الوبأ (5: 3)، وإذا تمنع فرعون سيمد الله يده القديرة عليه (6: 1). كانت العلامة تلك التي حصلت مع موسى في لقائه بالله:
طرح هرون عصاه (لأن هرون المتكلم)، فأصبحت حية. وطرح سحرة مصر عصيهم فتحولت إلى حيّات، لكن عصا/حية هرون ابتلعتها. سبق وأشرنا إلى أن الحية على تاج فرعون علامة السلطان. هرون يتسلح بسلطان الله، والسحرة يتسلحون بسلطان فرعون. لكن سلطان الله سيقوى على سلطان فرعون المضاعف عشر مرات. وعلى الرغم من العلامة التي فهمها رجال فرعون دون شك، بقي فرعون على رفضه، بل تقسى أكثر، الأمر الذي فتح بابًا واسعًا لتظهر قوة الله.
تأمل في النص
فرعون يصر على عناده ورفضه ويطلب علامة على صدق رسالة موسى وهرون. هو مصر على الرفض، وما هذه العلامة سوى حجة لتبرير رفضه. أعطى موسى وهرون العلامة وثبتت صحة الرسالة وصحة الدعوة، لكن فرعون لم يغيّر قراره قيد أنملة. هو يغلق قلبه لنور الله ويحكم على نفسه بالبقاء في الظلام. من يغلق قلبه أمام نور الله يبقَ في الظلام ويحكم على نفسه بالهلاك. الإنسان يتغيّر عندما ينفتح على الله ويترك روحه يتغلغل في كيانه. والروح، الذي هو الحياة، يجري التغيير اللازم في الإنسان، ويملأ حياته نورًا وحكمة. إن سبب قساوة القلب هي عدم الانفتاح على الله بوضع نفوسنا تحت تأثير كلمته والتجاوب مع نداءاته المستمرة.
يخال لنا أحيانًا، نحن أبناء الله ورسله في الأرض، أن للعالم سلطة أقوى من سلطة الله، لذلك، فالكنيسة تتقهقر في الشرق أمام الإرهاب الديني، وفي الغرب أمام الفلسفة المادية. هذه رؤيا خاطئة. سلطان الله في الكون هو الأقوى. وروحه يهب حيث يشاء، ويعمل على الأرض دون حواجز. وعمل الله لا يُقاس بالأعداد والمؤسسات الكنسية، الأبدية وحدها سترينا كم كان عمل الله عظيمًا في الكون. أمام التحديات، كتب بولس الرسول: "نعَمْ، إنّنا نَحيا في الجَسَدِ، ولكِنّنا لا نُجاهِدُ جِهادَ الجَسَدِ. فما سِلاحُ جِهادِنا جَسَدِيّ، بَلْ إلَهيّ قادِرٌ على هَدْم الحُصونِ: نَهدِمُ الجَدَلَ الباطِلَ وكُلّ عَقَبَةٍ تَرتَفِعُ لِتَحجُبَ مَعرِفَةَ اللهِ، ونَأْسِرُ كُلّ فِكرٍ ونُخضِعُه لِطاعَةِ المَسيحِ." ( 2كور 10 : 3– 5). لا ننسى بأن سلطان الله هو قوة محبته، وهي التي تتغلب على أية قوة مادية أخرى.
الفكرة الرئيسة
سلطان الله في الكون أقوى من سلطان أية قوة أرضية أو روحية. وعين الإيمان وحدها تُرينا هذه الحقيقة الكفيلة بنقلنا من الفشل إلى الشجاعة والجرأة.
صلاة
إلهي ساعدني لكي أرى سلطانك العظيم وعمل محبتك في الكون، فأقوم من إحباطي.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan

"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More