(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

علامتان جديدتان للتدخل الإلهي حتى يرضخ فرعون لله ويترك الشعب يذهب ليعبده: ضربة وبأ تصيب المواشي، وضربة الغبار الذي يصيب الناس والبهائم بقروح. قد تكون عوامل طبيعية تحدث في مصر لكن الكاتب يرى أنها تحمل علامات إلهية. أصابت الضربتان المصريين فقط، ماتت مواشيهم كلها، وأصابتهم كلهم القروح، ولم يقدر سحرة مصر أن يردوا الضربتين عنهم، فرأى الكاتب في هذا بأن الله ميّز بين المصريين والعبرانيين، وبأن عمله أقوى من إمكانيات المصريين وسحرتهم. هو أسلوب التضخيم لتعظيم قدرة الله. يقول الكاتب في آ  :12 وقَسَّى الرّبُّ قلبَ فِرعَونَ . لأنه أراد أن يُري أن كل الأمور هي بيد الله، وأن قساوة قلب الإنسان تُظهر مجد وعظمة الله. إنه فكر لاهوتي قديم، لم يثبت مع نور يسوع المسيح.

تأمل في النص

في النص صعوبتان: الله ميّز بين المصريين والعبرانيين، والله قسّى قلب فرعون. على ضوء تعاليم يسوع المسيح عن الله الآب، نعلم أن الله لا يُميّز بين شعب وآخر ولا يُقسي قلب إنسان. كاتب النص يعكس أفكارًا لاهوتية كانت رائجة في زمن الكتابة. الله أبو الجميع، ويحب كل الناس بالتساوي، وعلاقته الحميمة مع بني إسرائيل قديمًا ما هي إلا صورة لعلاقته بكل شعوب الأرض. إن أحد المواضيع الرئيسة التي اختلف فيها يسوع مع اليهود هي أنه راح يبشر ويصنع خيرًا في أرض غير يهودية وهذا ما رفضه قادة اليهود. الموضوع الثاني، الله لا يقسي قلب إنسان، بل يعمل دائمًا وأبدًا على تليين القلوب بمحبته وبروحه القدوس. الإنسان يقسي قلبه ويغلقه على الله بسب الضعف البشري ومغريات العالم؛ والله يبقى وراء المتقسي ويتابعه بمحبته حتى يلين ويأتي إليه. إن حرارة محبة الله كفيلة بتذويب ثلج القساوة أكثر بكثير مما تفعله مطرقة القوة. هذا هو الله الذي عرفناه في يسوع المسيح، وهذه هي سياسته في علاقته بالإنسان.

الفكرة الرئيسة

الله يشمل بمحبته كل شعوب الأرض وبالتساوي، ويعطيهم جميعًا فرصة التوبة والرجوع إليه؛ فقد أتانا في يسوع ليطلب ويخلص ما قد هلك ومن مختلف شعوب الأرض.

صلاة

إلهي ساعدني لكي أرى العالم كله بعيونك المليئة بالمحبة والرحمة. ساعدني لأكون انتشارًا لهذه المحبة في كل مكان.

خذ قرارًا لهذا اليوم