(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

العلامات الإلهية تتوالى لرد فرعون عن عناده، لكنه يزداد قساوة. على أثر نتن الضفادع، كان من الطبيعي أن يتوالد البعوض والذباب ويملآن الأرض. هي حشرات طائرة ضعيفة وحياتها قصيرة تتغذى يالقاذورات، وتنقل جراثيمها إلى الأجسام التي تحط عليها. من هنا نفهم أسباب ضربة القروح التي سنتكلم عنها. لم تصب الضربة أرض جاسان حيث كان يسكن شعب الله. حكم السحرة بأن "هذِهِ إصبَعُ ا لله"، علامة إلهية، ولم يقدروا أن يتغلبوا على هذه الضربة. أخذ فرعون يتزاكى على الله، فيعرض حلولًا غير مناسبة، لكنه كان بالحقيقة يزداد قساوة. أعطاه الله فرصة بأن قبل تشفع موسى ورفع الذباب، لكن فرعون لم يأخذ رحمة الله على محمل الجد.

تأمل في النص

يظهر فرعون، في هذا النص، مثل الإبن الأصغر في قصة الابن الضال (لو 15). الإبن تمرد على الوالد، وابتعد عنه، وذهب بعيدًا، وبينما بقي الوالد في انتظار المحبة وجهوزية الرحمة. وكانت حياة الإبن تتدهور كلما ازداد بعدًا عن الله حتى وصل إلى حائط مسدود، "فعاد إلى نفسه" وعاد إلى أبيه وأعلن توبته فغرف من محبة الله ورحمته. لكن فرعون لم "يعد إلى نفسه" بعد. هو مستمر في الابتعاد عن الله. كلما عصفت الرياح في حياتنا، يجب أن نعمد إلى الخلوة مع نفوسنا، ونعيد قراءة حياتنا، ونركز على محبة الله ورحمته اللتان تنتظرانا.

الله سيد الأرض (آ 20)، بينما كانت بيوت المصريين المبتعدين عن الله مليئة بالحشرات القذرة، كانت بيوت شعب الله تنعم بالتعزيات الإلهية. إنه الحضور الإلهي وسط العاصفة.

الفكرة الرئيسة

الله سيد الأرض، وعلامات سيادته واضحة في الكون. عينه على محبيه ومبغضيه.

صلاة

إلهي! أعطني حكمة لأعود إلى نفسي، وأعيد قراءة حياتي، وأعود إليك من المكان البعيد.

خذ قرارًا لهذا اليوم