(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

حزم موسى أمتعته وعاد إلى مصر ليبدأ مهمته. بداية، لاقى حسن استقبال الشعب له، وشكروا الله على افتقاده إياهم. جاءت ساعة الحقيقة؛ التقى موسى وهرون فرعون، وسلماه رسالة "إله العبرانيين" الذي يطلب منه ترك العبيد العبرانيين يذهبون مسيرة ثلاثة أيام في البرية لكي يعبدوا الله هناك "لِئلَّا يُعاقِبَنا بِوباءٍ أو بِحَدِّ السَّيفِ"؛ هذا كلام بشري عن الله منسجم مع الفكر اللاهوتي آنذاك. "ثلاثة أيام " رمز اللقاء بالرب (تك 22 : 4). مكان اللقاء مع الله هو "جبل الرب" حيث "يسكن الله" كما كان يُعتقد. "نقدم ذبيحة" كلام يحمل في طياته مسألة "العهد مع الله". فالشعب يريد أن يتحرر من عبودية فرعون مصر ليدخل في عهد مع الله. واضح أن فرعون لم يتجاوب مع الطلب بل قام بردة فعل عكسية: تضيق الخناق على الشعب لجعله يرفض عرض موسى وهرون ويتصادم معهما. وكان لفرعون ما أراد. لكن ليست هذه النتيجة النهائية، لنصبر لنرى النهاية.

تأمل في النص

رسالة "التحرير" التي يحملها أبناء الله ورسله في هذا العالم مرفوضة لأن أنانيات الأسياد الظالمين لا تناسبها الطهارة الأخلاقية ولا العدالة الاجتماعية أو غيرها من القِيَم السماوية. على الرسل الذين يحملون رسالة الله المحررة أن يكونوا مستعدين للرفض والمواجهة مع "أعداء الله". والشعب الذي تجري الرسالة في إطاره أن يكون مستعدًا لتداعيات الرفض والمواجهة ويتحملون، بصبر وثبات، ألم الجهاد الروحي في عالم موبوء بالظلم واللاأخلاقية لأن النتيجة النهائية هي حريتهم. كان على الشعب أن يسند موسى وهرون، لكن حصل العكس. وهذا ما قد يحدث للرسل الحقيقيين. لكن الله حاضر، والتثبت بالرسالة هو المطلوب.

الفكرة الرئيسة

حمل رسالة الله المحررة للشعوب عملية مكلفة لأنها تقود إلى صدامات قاسية مع أعداء الرسالة. وعلى الرسل الصبر والثبات لأن الكلمة الأخيرة هي لله.

صلاة

إلهي! أعطني النور الإلهي لأرى أهمية رسالة الحرية التي أعملها، وأيدني بالقوة والصبر والثبات.

خذ قرارًا لهذا اليوم