(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

على الرغم من نشأته في بيت فرعون، يبدو أن موسى كان يعاني من صعوبات في النطق؛ فحاول إبرازها للتملّص من الدعوة. غير أن الله ذلل كل الصعاب أمامه: الرب هو خالق المتكلم الحذق، والأخرس، السامع والأصم، البصير والأعمى، هذا هو الفكر اللاهوتي في زمن الكاتب: الله مصدر كل شيء. أكد الله لموسى أنه سيكون بعونه للتغلب على صعوبات النطق، لكن موسى أصر على رفض الدعوة، ما أثار "غضب الله"، إنه كلام بشري عن الله. اقترح الله على موسى حلًا مفاده أن ينضم هرون، "الفصيح اللسان"، إليه في الدعوة، فموسى ينقل كلام الله إلى هرون، وهذا الأخير يواجه به فرعون أو الشعب. وسيقبل هرون لعب هذا الدور بفرح. جاء هذا الكلام في العبري: "هو يكون لك فمًا وأنت تكون له إلهًا". نتذكر أن العصا التي يأمره الله بأخذها معه دائمًا هي رمز سلطان الله الذي سيظهره أمام فرعون وفي أحداث الخروج كلها.

تأمل في النص

قد يدعونا الله لعمل محدد، فنرى أننا غير مؤهلين للقيام بهذا العمل وعندنا عيوب خلقية أو نطقية، أو إعاقة ما. فلنتأكد أنه إذا كانت الدعوة حقيقية وصادرة عن الله نفسه، الله سيتدبر الأمر. 

إن خطة الله في الدعوة هي دائمًا اختيار الضعفاء لتظهر قوته فيهم (1كو 1: 26 – 29 ؛ ). هذا اختبار بولس الرسول (1كو 2: 3– 5؛ 2 كو 4: 7؛ 12 : 7– 10)، ما جعله يفتخر بضعفه لأنه فرصة لإظهار قوة الله فيه (2كو 12 : 5). هذا لا يعني أن الله لا يقبل استخدام امكانياتنا ومواهبنا الطبيعية ومهاراتنا المهنية؛ نعم يقبل بفرح ورضى، لكن لننتبه لأنه يوجد هنا خطر الافتخار بهذه الإمكانيات فنستر بهذا الافتخار قوة الله.

نتعلم أيضًا، من هذا النص، أهمية عمل الفريق حيث توجد إمكانية التكامل. فأعضاء الفريق يكوّنون معًا قوة متكاملة يستخدمها الله في بناء ملكوته السماوي. هكذا كان موسى وهرون، الأول |يوحي| بالأفكار والثاني يجسدها في قوالب كلامية مناسبة تلاقي القبول عند السامع.

الفكرة الرئيسة

ضعف الإنسان لا يمنع عمل الله، فالله عنده من الحلول ما يجعل الإنسان الضعيف نافعًا للرسالة إذا كان مطيعًا لله ومطواعًا لعمل الروح.

صلاة

ربي! ها أنا أعي ضعفي أمام تحديات حياة الرسالة. أعْمِل فيّ قوّتك، فها أنا اهديك طاعتي.

خذ قرارًا لهذا اليوم