أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتيعينة
اليوم 9: الاتحاد بالمسيح – رومية ٦: ٣-١١
أشار بولس في رسالته إلى أهل رومية ٦: ٣-٤ إلى أن اتحادنا بالمسيح ينقلنا حالياً من هذا الدهر إلى الدهر الآتي. وقد سأل بولس، وهو يكتب عن الاتحاد بالمسيح بلغة المعمودية:
أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ. (رومية ٦: ٣-٤)
وقد عبّر بولس ببساطة عن هذا الانتقال من هذا الدهر إلى الدهر الآتي بأنه انتقال قد حدث موضوعياً من خلال موت المسيح وقيامته. ففي كل مرة يأتي الرجال والنساء إلى المسيح للخلاص بالإيمان، يحدث أنهم يتحدون معه في قيامته. وينشأ عن ذلك، أننا لا نعيش بعد مستعبَدين للخطية وتحت ودينونة الله ضدها. فقد وُهِبت لنا الحياة الجديدة، الحياة المقامة، حتى أنه يمكننا أن نمارس حياة الخدمة للمسيح في حريّة. وهكذا استمر بولس في شرح هذه الفكرة في رومية ٦: ١٠-١١ بقوله:
لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا ِللهِ. كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتًا عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلكِنْ أَحْيَاءً ِللهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (رومية ٦: ١٠-١١)
كان تعليم بولس عن اتحادنا بالمسيح تطبيقاً عملياً للفكر الأخروي في حياة كل المؤمنين. وكما تفوَّق المسيح على هذا الدهر ودينونته، فنحن أيضاً قد أُنقِذنا من الخطية والدينونة. وكما أن المسيح يحيا الآن في قوة الدهر الآتي، هكذا نحيا نحن الآن أيضاً في ذات القوة.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في لاهوت بولس، كيف ارتبطت إيمانياته بخدمته بالإضافة إلى وجهات نظرته اللاهوتية الرئيسية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org