أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتيعينة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

يوم 5 من إجمالي 11

اليوم 5:  بولس ورحلاته التبشيرية الثالثة والرابعة – أعمال الرسل ١٨: ٢٣- ٢١: ١٧ 

بعد الرحلة الثانية خرج بولس في رحلة ثالثة سافر فيها صوب الغرب مرة ثانية. نقرأ عن الرحلة التبشيرية الثالثة لبولس في سفر أعمال الرسل ١٨: ٢٣-٢١: ١٧ وفي هذه الرحلة سافر بولس خلال أنطاكيةِ سورية إلى غلاطية وفريجية، ثم أسس خدمة ناجحة مزدهرة في أفسس. ثم أمضى عدة أشهر في اليونان وسافر من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال. وفي هذه الرحلة زار بولس الكنائس التي كان قد أسسها في رحلته السابقة للمنطقة. عندئذ رجع الرسول إلى أورشليم براً ثم بحراً.

لما رجع بولس إلى أورشليم بعد رحلته الثالثة، اتهمه اليهود كذباً بالتحريض على الفتنة والعصيان فقبض عليه الرومان. وقضى بولس سنتين في السجن بعدها أصر أن من حقه أن ينظر القيصر في شكواه. مما ترتب عليه أن سافر إلى روما في رحلة رابعة.

ونقرأ عن هذه الرحلة في سفر أعمال الرسل في الإصحاحين ٢٧-٢٨. ونلاحظ أن بولس سافر معظم هذه الرحلة بالسفينة. وإذ كانوا في المسافة بين كريت وجزيرة مليطة (مالطة) قامت عاصفة شديدة جعلت السفينة التي كان عليها بولس وعدد من المسجونين الآخرين، تتفكك وتنحل.

وبسبب حادث السفينة، اضطر الملاحون والحراس وبولس ومرافقوه أن يقيموا في جزيرة مالطة لمدة ثلاثة شهور قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى روما. عاش بولس في بيت تحت الحراسة في روما من سنة ٦٠ حتى سنة ٦٢ بعد الميلاد. واستطاع بولس في ذلك الوقت أن يبشّر بحرية.

تخبرنا التقاليد أن نيرون أطلق سراح بولس الذي سافر بعد ذلك إلى اسبانيا لكي يبشّر بالإنجيل. كما نجد في رسائله لتيطس وتيموثاوس إشارة إلى أنه سافر صوب الشرق لكي يؤسس الكنائس هناك ويشجعها. لكن من المحتمل أن نيرون أمر بالقبض على بولس مرة ثانية في سنة ٦٥ ميلادية، وبعدها بقليل، أعدمه أخيراً.

وإذا ألقينا نظرة سريعة للمنطقة التي بين أورشليم وروما سنكتشف أن بولس زار أماكن كثيرة مختلفة واتصل بآلاف الناس في أكثر من ٢٥ مدينة. ما الذي يمكن أن نتعلمه من الرحلات الكثيرة التي قام بها بولس؟ ماذا تخبرنا هذه السفريات عن أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس؟

غني عن القول إننا نستطيع أن نتعلم الكثير عن الفكر اللاهوتي عند بولس من رحلاته التبشيرية. لكن من أهم الأمور التي نتعلمها هو أن فكر بولس اللاهوتي لم يسمح له أن يكون عالماً لاهوتياً بالمعنى المتداول في عصرنا. لكن بولس، بدون ريب، كان متعلماً بمستوى رفيع، كما كان ذكياً أيضاً بدرجة عالية. إنما الأمر الهام في هذا الصدد، هو أن فكره اللاهوتي جعله يعيش حياة عملية مليئة بالخدمة والتضحية. لذا ونحن نتطلع إلى أعماق هذا الفكر، لا يجب أننا نتفق على مجموعة من الأفكار أو المعتقدات بمعزل عن الحياة العملية. هنا، ينبغي لنا أن نتطلع إلى الأمر الجوهري والأساسي المغيّر للحياة من جذورها. حقاً، عندما نفهم فكر بولس اللاهوتي فهماً صحيحاً وممتازاً، فسوف يلهمنا هذا الفكر ويرشدنا، كما حدث معه، إلى حياة خدمة جوهرية وعملية للمسيح، والكنيسة، والعالم. 

يوم 4يوم 6

عن هذه الخطة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

البحث في لاهوت بولس، كيف ارتبطت إيمانياته بخدمته بالإضافة إلى وجهات نظرته اللاهوتية الرئيسية.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org