أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتيعينة
اليوم 7: تطور الفكر الأخروي (الإسخاتولوجي) عند بولس - مرقس ١٠: ٣٠
هنا نستدعي، مما سبق وأشرنا إليه، أنه في علم الأخرويات التقليدي في اليهودية، كان ظهور المسيّا هو نقطة التحول الفاصلة بين هذا الدهر الحاضر والدهر الآتي مستقبلاً. فلقد آمن اليهود على مر قرون طويلة بأنه في اللحظة التي فيها يأتي المسيّا سوف ينال شعب الله حالاً ملء بركاته، بينما يهلك أعداؤه في نفس اللحظة هلاكاً فورياً. ومع ذلك، فقد واجه بولس، كتابع للمسيح، تحدياً خطيراً لهذا المعتقد الراسخ منذ عهد بعيد. وكان بولس قد عرف أن يسوع هو المسيّا الذي ينتظره بنو إسرائيل، لكنه عرف أيضاً أن يسوع لم يأت بالعالم إلى ذروة النهاية كما قد توقع بنو إسرائيل. إنما قدم بولس، مثل يسوع نفسه، ومثل باقي كتّاب العهد الجديد أيضاً، قدم حلا لهذه المشكلة عن طريق شرح وتوسيع للأخروية اليهودية التقليدية.
وكما أوضح بولس أن عملية الانتقال من هذا الدهر إلى الدهر الآتي لم تكن ببساطة تبديلاً في الاتجاه من حقبة زمنية إلى الأخرى. إنما بدلاً من ذلك، استلزمت تلك العملية فترة من التداخل بين "الدهرين" عندما تم حدوثهما معاً في ذات الوقت. ومن وجهة نظر بولس، فقد تم الاحتفال الافتتاحي "للدهر الآتي" من خلال موت المسيح وقيامته وصعوده. وكان بولس واثقاً أيضاً بأنه مع صعود المسيح للمجد، سينتهي هذا الدهر الحاضر الشرير، كما سيتحقق أيضاً الدهر الآتي في تمام كماله، وعندئذ تتحقق معه البركات الكاملة لشعب الله، واستعلان الدينونة الأخيرة لأعدائه. وإلى أن يتم ذلك، يتواجد الدهران معاً، أي هذا الدهر والدهر الآتي جنباً إلى جنب.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في لاهوت بولس، كيف ارتبطت إيمانياته بخدمته بالإضافة إلى وجهات نظرته اللاهوتية الرئيسية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org