أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتيعينة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

يوم 1 من إجمالي 11

اليوم 1:   حضارة بولس اليهودية /  فيلبي ٣: ٥ 

إذا قللنا من أهمية الدور الذي لعبه التراث اليهودي في حياة بولس، فغالباً ما سوف نسيء فهم أعماق فكره اللاهوتي. ويتجلى هذا الدور في عدة صور. فمن ناحية، يسجل العهد الجديد بوضوح أن بولس قبل أن يصبح مسيحياً كان يتمتع بوعي ذاتي قوي من جهة تراثه اليهودي. كما يتضح أيضاً من وصفه لفترة شبابه قبل الإيمان أنه كان ملتزماً بديانته اليهودية بشدة. على سبيل المثال في رسالته إلى فيلبي ٣: ٥ يقول الرسول بولس: 

مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ. (فيلبي ٣: ٥).

كان بولس متديناً محافظاً ومكرساً تماماً لحفظ التقاليد اليهودية وممارستها. دعونا نرى كيف وصف بولس نفسه في غلاطية ١: ١٤ إذ يقول:

وَكُنْتُ أَتَقَدَّمُ فِي الدِّيَانَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى كَثِيرِينَ مِنْ أَتْرَابِي فِي جِنْسِي إِذْ كُنْتُ أَوْفَرَ غَيْرَةً فِي تَقْلِيدَاتِ آبَائِي. (غلاطية ١: ١٤).

في الواقع، كان لدى بولس، قبل إيمانه، حماسة شديدة لديانته اليهودية حتى أنه اضطهد الكنيسة المسيحية بعنف، معتقداً أنها واحدة من الهرطقات اليهودية. كما كان بولس متعمقاً في فهم تقاليد الديانة اليهودية. ففي أعمال الرسل ٢٢: ٣ نقرأ أنه تتلمذ على يد معلم مشهور في أورشليم اسمه غمالائيل. لم يكن بولس مجرد متعصب جاهل لأنه حظي بقدر عظيم من التعليم، وكان فهمه للفكر اللاهوتي اليهودي والكتب المقدسة رفيع المستوى.

لم تكن حضارة بولس اليهودية ببساطة مجرد حضارة هامة بالنسبة له قبل أن يصير مسيحياً، لكنه أيضاً ظل مديناً بشدة لذات التراث حتى بعد إيمانه. والدليل على هذا الفكر أنه استمر يمارس الكثير من العادات اليهودية حتى بعد الإيمان. فنجده يقول في ١ كورنثوس ٩: ٢٠:

فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ. (١ كورنثوس ٩: ٢٠)

والعهد الجديد مليء بمواقف كثيرة توضح التزام بولس المسيحي بتقاليد آبائه. ونجد أن قوة انتماء بولس لهويته العرقية وولائه لبني جنسه ورغبته الشديدة في خلاصهم، قد ظهرت على نحو واضح برغم اضطهادهم الشديد له بسبب إيمانه بالمسيح. على سبيل المثال، كتب بولس في رسالته إلى أهل رومية ٩: ٢-٥ يقول:

إِنَّ لِي حُزْنًا عَظِيمًا وَوَجَعًا فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ. فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّي وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلهًا مُبَارَكًا إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ. (رومية ٩: ٢-٥). 

يوم 2

عن هذه الخطة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

البحث في لاهوت بولس، كيف ارتبطت إيمانياته بخدمته بالإضافة إلى وجهات نظرته اللاهوتية الرئيسية.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org