أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتيعينة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

يوم 3 من إجمالي 11

اليوم 3:   وظيفة بولس الرسولية – غلاطية ١: ١١-١٢ 

وصفَ الرسول بولس نفسه في عشرين موقف على الأقل بأنه رسول. وكثيراً ما كان يقرن وصفه هذا بعبارة تنم عن أهلية متميزة، هي: رسول يسوع المسيح. كان هذا الادعاء بهذه الرسولية أمراً هاماً للغاية، لأن المسيح عيّن رسلاً يتكلمون نيابة عنه للكنيسة بسلطة مطلقة. وكلنا نعرف أن بولس لم يكن واحداً من الرسل الأوائل الذين اختارهم الرب يسوع في أثناء خدمته على الأرض. ومع ذلك ادّعى بولس أنه الممثل الرسمي للمسيح والمعتمد منه. وكان يؤكد دائماً ويصّر أنه أخذ رسولية لا تنقص في أي شيء عن باقي الرسل. لكن كيف كان ذلك ممكناً؟ تكمن الإجابة في أن بولس كان قد استوفي جميع مؤهلات هذه الرسولية.

عندما كان الرسل ينتظرون انسكاب الروح القدس في يوم الخمسين، صمم بطرس على اختيار رسول جديد ليحل محل يهوذا. وكذلك أوضح بطرس أن الرسل المعينين بسلطان رسمي من المسيح كان يتحتم أن تتوفر فيهم ثلاثة معايير. أولاً، وبحسب أعمال الرسل ١: ٢١، كان يتحتم على الرسل أن يكونوا قد تعلّموا مباشرة بواسطة المسيح نفسه في أثناء خدمته على الأرض. ثانياً، في أعمال الرسل ١: ٢٢: كان يتحتم أن يكونوا شهود عيان بقيامة الرب يسوع. والمعيار الثالث كما نجده في أعمال الرسل ١: ٢٣-٢٦ هو أن اختيار الرسل الجدد، لهذه الوظيفة، كان يتحتم أن يتم بواسطة الرب نفسه.

ولكن ماذا عن بولس؟ قد نظن للوهلة الأولى أن المعيار الأول لم يتوفر فيه لأنه لم يتبع الرب يسوع وقت خدمته على الأرض. لكن نظرة فاحصة عن قرب سوف تكشف عن أهليته. في رسالة غلاطية ١: ١١-١٨ يقول بولس أنه بعد قبوله الإيمان مباشرة، قضى ثلاث سنوات في الصحراء العربية. وقد حدد طول تلك المدة ليبرهن أنها بالأغلب تتعادل مع المدة التي قضاها باقي الرسل مع الرب يسوع. كان الرب يسوع بنفسه يعلّم بولس رسالة الإنجيل خلال تلك السنوات الثلاث. لنسمع الآن كلمات بولس في رسالته إلى غلاطية ١: ١١-١٢:

وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (غلاطية ١: ١١-١٢)

كذلك حقق بولس المعيار الثاني، لأننا نقرأ في سفر أعمال الرسل ٩: ١-٦ أن بولس رأى بالفعل المسيح المقام بينما كان في طريقه إلى دمشق. حقا، لقد رأى بعيني رأسه المخلِّص المُقام. وأخيراً نقرأ في أعمال الرسل ٩: ١٥ أن الرب يسوع بنفسه هو الذي عين بولس في وظيفته.

هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. (أعمال الرسل ٩: ١٥)

ومخافة أن يوجد أي شك حول شرعية رسولية بولس تخبرنا رسالة غلاطية ٢: ٧-٨ أن الرسل الأوائل المعتبرون قد أكدوا على دعوته ورسوليته، حتى أن بولس نفسه يكتب ويقول أنهم:

إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيلِ الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيلِ الْخِتَانِ. فَإِنَّ الَّذِي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضًا لِلأُمَمِ. (غلاطية ٢: ٧-٨)

وهذا معناه أن بقية الرسل اعترفوا أن رسولية بولس مساوية في قيمتها لرسولية بطرس.

دعونا نسمع كلمات ٢ بطرس ٣: ١٥-١٦ إذ يقول:

كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ. (٢ بطرس ٣: ١٥-١٦)

وبحسب رأي بطرس هنا، يجب أن تُدرَج رسائل بولس مع "باقي الكتب"، وهذا يعني أنها مساوية لهذه الكتب المقدسة في القيمة. 

يوم 2يوم 4

عن هذه الخطة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

البحث في لاهوت بولس، كيف ارتبطت إيمانياته بخدمته بالإضافة إلى وجهات نظرته اللاهوتية الرئيسية.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org