أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتيعينة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

يوم 10 من إجمالي 11

اليوم 10:   الرجاء المسيحي – رومية ١١: ٢٥ 

يشهد العمل التبشيري لبولس بين الأمم عن اعتقاده بأن خطة الله بشأن التداخل بين هذا الدهر والدهر الآتي تضمنت توحيد المؤمنين من اليهود والأمم في شعب واحد للرب.

كما آمن بولس بأن الله هو الذي وضع خطة هذا التداخل بين هذا الدهر والدهر الآتي حتى أن الكنيسة تستطيع أن تبلغ قدراً قياسيّاً من النضج الروحي. وأحياناً كان يصف بولس هذه الفكرة في صورة بناء هيكل الله، كما فعل مثلاً في أفسس ٢: ١٩-٢٢. وفي مرّات أخرى تكلم عنها بلغة بنيان الجسد البشري كما في أفسس ٤: ١٥-١٦. وقد أدرك بولس بأن عملية إتمام النضج الروحي للكنيسة هي أحد أهداف الله الأساسية من عملية التداخل بين هذا الدهر والدهر الآتي.

تحقق بولس أن هذه النظرة إلى التاريخ هي نظرة فريدة غير معتادة، ولم يحدث أنها أُعلِنت في الماضي. وهذا هو السبب الذي جعله يتكلم عنها باعتبارها سراً قد كشفه الله له، وكان عليه بدوره أن يفسره للآخرين. كتب بولس في رسالة رومية ١١: ٢٥ هذه الكلمات:

فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرَّ لِئَلاَّ تَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ حُكَمَاءَ أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ. (رومية ١١: ٢٥)

أشار بولس في هذا الجزء أن الله كان يستخدم هذا الزمن الحاضر، حيث تقسّى كثيرون من اليهود ورفضوا الإنجيل، لكي يخلص العدد الكامل من الأمم أو كما عبّر عن ذلك بالقول "إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ". وكما أظهر بولس في أفسس ٣: ٤-٦:

الَّذِي بِحَسَبِهِ حِينَمَا تَقْرَأُونَهُ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْهَمُوا دِرَايَتِي بِسِرِّ الْمَسِيحِ. الَّذِي فِي أَجْيَال أُخَرَ لَمْ يُعَرَّفْ بِهِ بَنُو الْبَشَرِ كَمَا قَدْ أُعْلِنَ الآنَ لِرُسُلِهِ الْقِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَائِهِ بِالرُّوحِ أَنَّ الأُمَمَ شُرَكَاءُ فِي الْمِيرَاثِ وَالْجَسَدِ وَنَوَالِ مَوْعِدِهِ فِي الْمَسِيحِ بِالإِنْجِيلِ. (أفسس ٣: ٤-٦).

وفّرت نظرة بولس في مقاصد الله دليلاً لجميع المؤمنين الذين يعيشون أثناء التداخل بين هذا الدهر والدهر الآتي لتتكيف حياتهم مع هذا التداخل. فلا يجب أن المسيحيين على مستوى الأفراد والجماعات أن ينظروا إلى هذه الفترة كفترة فيها ينتظرون في سكون واسترخاء تحقيق كمال الدهر الآتي. بل على العكس من ذلك تماماً، فقد وضع الله هذه الفترة في خطته لنشاط عظيم وفعّال. فهذا وقت خلاص وإنقاذ لأناس كثيرين من كل أمة على وجه الأرض، وهذه فترة تنمي الكنيسة أيضاً وتجعلها كنيسة ناضجة روحيّاً. ولهذا السبب كرس بولس حياته لنشر رسالة الإنجيل وبناء الكنيسة، كما أنه قدّم الدعوة لآخرين لينضموا إليه في هذا العمل. 

يوم 9يوم 11

عن هذه الخطة

أعماق الفكر اللاهوتي عند بولس: بولس وفكره اللاهوتي

البحث في لاهوت بولس، كيف ارتبطت إيمانياته بخدمته بالإضافة إلى وجهات نظرته اللاهوتية الرئيسية.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org