نؤمن بيسوع: النبيعينة
اليوم 6: تأكيد صدق النبوات في تحقيقها / التثنية 18: 22
يمكن الاعتماد على كلام كل أنبياء الله، لأنهم نقلوا بدقّة كلام الله. إن طبيعته تعالى ووعود عهده تستحق الثقة التامّة بها. النبوات التي مصدرها الله تتحقّق لأن الله يملك القوة والحقّ لجعلها تتحقّق بالطريقة التي يريد، ولأنه ملتزمٌ بأن يحفظ كلامه.
في بعض الأحيان، كان يتم التأكيد على صحّة النبوّات بتحقُّقها السريع نسبياً. فمثلاً، في ١ ملوك ١٧: ١، أعلن النبي إيليا أنه لن يكون مطرٌ أو طلٌّ إلى أن يقول بغير ذلك. ونعرف من ١ ملوك ١٨ أن الجفاف استمرّ ثلاثَ سنين إلى أن أنهاه الرب بإنزال المطر. وفي ٢ ملوك ٧: ١٧-٢٠ نرى تحقيقاً فورياً لنبوة أليشع عن موت جندي الملك.
لكن في مراتٍ أخرى، لم تكُن النبوّات تتحقّق بالسرعة نفسها. فمثلاً، أنبأ نبي حقيقي حوالي العام ٩٣٠ ق. م. بولادة يوشيا، الذي سيكون وارثاً أميناً لبيت داود. هذه النبوّة مُدوَّنة في ١ ملوك ١٣: ٢. ولكن الطفل الذي أُنبئ بولادته لم يُولَد إلا حوالي عام ٦٣٠ ق. م.، أي بعد ٣٠٠ سنة تقريباً من النبوة، ونقرأ عن ذلك في ٢ ملوك ٢٢: ١. والنبوّات التي قيلت عن ولادة يسوع المسيح تحقّقت بعد فترةٍ أطول بكثير أيضاً.
ويلزمنا هنا أن نتوقّف لنذكر أنّه في بعض الأحيان حتى كلمات الأنبياء الحقيقيين لم تتحقّق بالدقّة التي كتبوا بها. ولكنْ كيف يمكن لهذا الأمر أن يحدث في ضوء تعليم موسى؟ للإجابة عن هذا السؤال، من المهم أن ندرِك أنّنا حين نقرأ نبوّات العهد القديم يتكوّن لدينا انطباع خاطئ بشأن ما تُنبئ به. فمع أنّ كثيرين يظنّون أن الأنبياء أنبأوا بالمستقبل بيقين مُطلَق، فالحقيقة هي أن هذا كان نادرَ الحدوث.
في معظم الأحوال، كان الأنبياء يحذِّرون من اللعنات التي ستأتي إن استمرّ الشعب في الخطية، وكانوا يؤكّدون على البركات التي ستأتي إن عاش الشعب بأمانة. كان هدف هذه النبوّات تحفيز الناس على التوبة عن خطاياهم والثبات في الأمانة للرب وعهده. ولم تكُن تنبؤات الأنبياء الحقيقيين أكيدة إلا حين كانوا يشيرون إلى أن الله أقسم أن يقوم بعمل شيءٍ ما.
نتيجة لهذا، فإن إحدى الطرق الصحيحة والمشروعة التي يمكن للنبوة أن تتمّ بها هي أن يغيّر الشعب سلوكهم، ما يؤثّر بنتيجة النبوات. وفي هذه الحالات، تكون النبوّات قد تحقّقت بشكلٍ سليم، مع أن تحذيرات الأنبياء أو وعودهم لم تتحقّق بالطريقة التي أشاروا إليها.
الكلمة
عن هذه الخطة
تبحث هذه السلسلة في عقيدة الكرستولوجي، بالتركيز على شخص وعمل يسوع المسيح. يسوع هو الله في الجسد، مركز كل التاريخ، والرجاء الوحيد لخلاص البشرية والخليقة.ستكشف هذه الخطة الدراسية تحقيق يسوع لوظيفة النبي في العهد
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/