نؤمن بيسوع: النبيعينة
اليوم 11: سلطة يسوع النبوية / عبرانيين 2: 2-3
في الشرق الأدنى القديم، كان الناس يدركون وجوب استجابتهم للرسائل التي يرسِلها الملك السيد من خلال سفرائه. وكانت عواقب تجاهل هذه الرسائل خطيرة. وهذا ينطبق على إعلان الله. فحين يُعلِن الله إرادته لشعبه، فإنّه يتوقّع منا أن نستمع لكلامه حتى نفهم ما يطلبه، وأن نستجيب له بطاعةٍ حتى ننال خلاصه. حين ننظر إلى الأمر من هذه الزاوية، فإن كلمات الكتاب المُقدَّس التي أعطاها المسيح من خلال الروح القدس لا تكون مجردّ آراء شخصية لشخص ما حول أمورٍ مُعينة، أو مجرّد حقائق توضيحية. إنها رسائل العهد المبعوثة من الملك العظيم، وهي تتطلّب استجابة الطاعة. كما نقرأ في عبرانيين ٢: ٢-٣:
لأَنَّهُ إِنْ كَانَتِ الْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ صَارَتْ ثَابِتَةً، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعْصِيَةٍ نَالَ مُجَازَاةً عَادِلَةً، فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ (عبرانيين ٢: ٢-٣).
الذين يرفضون كلام يسوع المسيح محكومٌ عليهم بالوقوع تحتَ دينونة العهد أبدياً. أمّا الذين يقبلون رسالته بالإيمان والطاعة، فينالون بركات العهد، بركات الخلاص والحياة الأبدية.
لمّا كان القصد من كلمة المسيح في كل الكتاب المُقدس تطبيق عهد الله مع شعبه، فإن أفضل طريقة لتفسيرها هي بحسب بنية العهد. وكما رأينا، فإن العناصر الأساسية لبنية العهد هي إحسان الله نحونا، والوفاء الذي يطلبه منا، والعواقب المُعَلنة: البركات نتيجة الطاعة، والدينونة نتيجة العصيان.
وكما رأينا في جزء سابق فقد كانت هذه العناصر واضحةً وبارزةً في كُلِّ العهد القديم قبل أن يُولَد يسوع المسيح. كما كتب رُسُل المسيح عن هذه المواضيع بشكلٍ متكرّر بعد صعود المسيح إلى السماء. كما يمكننا رؤية المواضيع نفسها في الخدمة النبوية ليسوع المسيح خلال خدمته الأرضية. فمثلاً، تحدَّث يسوع عن إحسان الله في مقاطع مثل متّى ٥: ٤٥، و٦: ٢٦-٣٣. وعلّم عن التوقّع بالولاء البشري لله، كما نرى في متّى ٢٥: ١٤-٣٠. وشدّد على العواقب التي تتبع الردود البشرية، كما نرى في لوقا ١٣: ١-٨، و١٢: ٣٥-٣٨.
إن أبقينا هذه التعليمات والتعاليم الخاصّة بالعهد في أذهاننا وأفكارنا حين نقرأ الكتاب المُقدس، فإنّها ستساعدنا في فهم معنى كُلّ الكتاب المُقدَّس. سواء كُنا نقرأ روايات تاريخية، أو شعراً، أو أدبَ حكمة، أو رسائل، أو نصوصاً نبوية، علينا دائماً أن نسأل أسئلةً مثل: كيف يعلِن هذا المقطع إحسان الله تجاه شعبه؟ كيف يعلِن الولاء الذي يطلبه من شعبه؟ ماذا يقول عن الدينونة التي ستأتي على الذين يرفضون أن يكونوا أمناء؟ ما البركات التي تعِد بها للذين يسمعون ويطيعون؟ كل ما يعلّمه الكتاب المُقدس يتعلّق بإحسان الله وفضله ومعونته، وبالمتطلّبات والقوانين التي يتوقّع منا أن نعمل بحسبها في أمانتنا وولائنا له، وبالمكافآت نتيجة طاعتنا أو العقوبات نتيجة العصيان.
يُواجِهُ أتباعُ المسيحِ أسْئِلَةً وخَياراتٍ وقراراتٍ لا حَصْرَ لَها. ففي كُلِّ يومٍ، نَأْخُذُ قراراتٍ تَتَعلَّقُ بِأَنْفُسِنا وعائِلاتِنا، وعَمَلِنا، وعَلاقاتِنا، وكنائِسِنا، وحتّى بشُؤونِنا السِياسيَّة. والحَقيقَةُ هِيَ أنَّ كلامَ المَسيحِ النَبَوِّيِّ لنا يُعالِجُ كلَّ هذه المواضيعِ وأَكثر ويُغَطّي عَهدُ اللهِ كلَّ نَواحِيَ حَياتِنا. وَحِينَ نَفْهَمُ أنَّ المسيحَ أعْطانا كَلِمَتَهُ كَوسيلةٍ لِنَحْيا بِها في الطاعَةِ للهِ ضِمْنَ ذلك العهدِ، فإنَّنا نَكونُ أكثرُ استعداداً لِفهْمِ تِلك الكَلِمَةِ، والعَيشِ بِطُرُقٍ تُكرِمُ اللهَ وتَقودُ إلى نَوالِ بَرَكاتِه.
الكلمة
عن هذه الخطة
تبحث هذه السلسلة في عقيدة الكرستولوجي، بالتركيز على شخص وعمل يسوع المسيح. يسوع هو الله في الجسد، مركز كل التاريخ، والرجاء الوحيد لخلاص البشرية والخليقة.ستكشف هذه الخطة الدراسية تحقيق يسوع لوظيفة النبي في العهد
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/