نؤمن بيسوع: النبيعينة

نؤمن بيسوع: النبي

يوم 12 من إجمالي 13

  

اليوم 12:  الخضوع ليسوع في الكتاب المقدس / متى 4: 17

ثمة طرقٌ كثيرة يمكننا بها تلخيص التزامنا بالخضوع لإرادة الله المُعلَنة في الكتاب المُقدَّس، وسنتطرّق إلى بعضها في هذه السلسلة. ولكنّنا نريد النظر إلى هذه المواضيع من منظور وظيفة المسيح النبوية.

سنركّز على الفكرتين اللتين طالما شدّد عليهما الأنبياء: التوبة عن الخطية لتجنّب عواقب الإخلال بالعهد، والإيمان بالله لنوال بركات العهد. لننظر أولاً إلى التوبة.

كما تذكرون، فإن أحد أعمال الأنبياء الرئيسية في العهد القديم كان التهديد بوقوع دينونة العهد، وذلك لدفع الخطاة إلى التوبة. كما كان هذا جزءاَ من خدمة يسوع في العهد الجديد.

تأمل في الطريقة التي لخِّص بها متّى كرازة يسوع في متّى ٤: ١٧:

مِنْ ذَلِكَ الزَّمَانِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَكْرِزُ وَيَقُولُ: "تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ" (متّى ٤: ١٧).

في الحقيقة، يمكن رؤية هذا الموضوع في كل العهدين القديم والجديد. إنه أحد أكثر المواضيع شيوعاً في كلّ الكتاب المُقدَّس. ولأنّ كُلَّ جزءٍ في الكتاب المُقدَّس يعلن إرادة الله لنا، فإن التوبة عن الأمور التي عجزنا فيها عن العيش بحسب مشيئته هي تطبيقٌ صحيح لكل مقطع كتابي.

وكما نعرف جميعاً، فإن التوبة هي التحوّل من التمرّد على الله، نحو الخضوع لإرادته. فنحنُ نتحوّل عن الخطية، وفي الوقت نفسه نتحوّل نحو الله بالإيمان. التوبة الأولية تحدث حين يأتي الإنسان إلى المسيح بالإيمان، الإيمان المُخلِّص، إذ نسمع كلمة بشارة الإنجيل ونتوب عن خطايانا. ولكن ينبغي أيضاً أن تحدث التوبة في كل جوانب حياتنا كمسيحيين.

ركّز المُصلِح البروتستنتي مارتن لوثر على هذه الفكرة في أطروحاته ٥٩ التي كتبها وعلّقها عام ١٥١٧ م.

هذا ما قاله.

حين قال ربُّنا وسيِّدنا يسوع المسيح "توبوا"، كان يريد أن تكون حياة المؤمنين بكاملها حياة توبة.

أدرك لوثر أن البشر ساقطون ويرتكبون الخطايا باستمرار، ولذا حتّى المؤمنون كانوا بحاجة لجعل التوبة مُمارَسةً يومية.

إحدى طرق الحثّ على التوبة هي اتّباع نموذج يسوع وأنبياء العهد القديم، أي إعلان بنود عهد الله. فبإخبارنا الناسَ بما يريده الله ويطلبه، نحثّهم على ترك خطاياهم للنجاة من دينونة الله. وحين نسمع نحنُ المؤمنين كلمة الله ونكتشف تقصيرنا وسقطاتنا، فعلينا نحنُ أيضاً أن نتوب. طبعاً، لا يحتاج المؤمن الحقيقي لأن يقلق ويخشى الوقوع تحتَ دينونة الله الأبدية، فيسوع أنهى هذه المسألة حين مات على الصليب عنا ومن أجلنا. ولكن، مع هذا، يؤدّبنا الله لأننا أبناء عهد، كما نرى في مقاطع مثل عبرانيين ١٢: ٥-١١.

بالحث على التوبة وممارستها في حياتنا اليومية، يكرِم المؤمنون عمل المسيح النّبويّ ويسعون للحصول على بركات عهد الله. ولكن بعملنا هذا، ينبغي أن ندرك أن التوبة الصحيحة ليستْ الانغماس في اليأس والبؤس والكآبة بسبب خطيتنا. مع أن الاعتراف بذنبنا يسبّب الحزن، فليس الهدف منه أن يؤدّي إلى اليأس والبؤس، بل استردادنا إلى العلاقة بالله والفرح فيها. 

الكلمة

يوم 11يوم 13

عن هذه الخطة

نؤمن بيسوع: النبي

تبحث هذه السلسلة في عقيدة الكرستولوجي، بالتركيز على شخص وعمل يسوع المسيح. يسوع هو الله في الجسد، مركز كل التاريخ، والرجاء الوحيد لخلاص البشرية والخليقة.ستكشف هذه الخطة الدراسية تحقيق يسوع لوظيفة النبي في العهد

More

 نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​