(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample
شرح النص
التطويبات هي شرعة المسيح التي كتبها ليس في ألواح من حجر بل في قلوبنا. وكيف يمكن للقلب أن يقبل شرعة محبّة كاملة، حتى بذل الذات، إن لم يكن قلبًا طاهرًا؟
قال إشعيا في العهد القديم: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه، أمّا قلبه فبعيد عنّي" (إش 13:29)، ويأتي كلام يسوع في هذه التطويبة السادسة ليركّز على أهميّة طهارة القلب.
القلب في الكتاب المقدّس هو جوهر الإنسان، حيث يعود إلى نفسه فيتحمّل مسؤوليّاته وينفتح على الله وعلى إخوته وأخواته البشر، فتكون المحبّة لله وللإنسان "من كل القلب" (تث 4:6 – 6). والقلب الطاهر هو ما يَعِدُ الله به شعبه في العهد الجديد (حز 26:36)، فيكون قادرًا على الدخول إلى "جبل الرب" (مز 3:24 – 6). استند يسوع المسيح على فكرة القلب الطاهر ليصف العلاقة الحقيقيّة بالله الذي "يرى في الخفية" (مت 4:6 ، 6، 18) مبديًا اشمئزازه من الازدواجيّة بين الحقيقة والمظهر، وقد عنّف الفرّيسيّين والكتبة المرائين في سبع ويلات لأنّهم، بسبب خبثهم ومكرهم، صاروا أشبه "بالقبور المكلّسة " (مت 27:23).
لمن له قلبٌ طاهر يعدُ يسوع بمشاهدة الله.
تأمل في النص
إنّ الحنان إلى الفردوس، والعيش في حضرة الله، يسود كامل الكتاب المقدّس. يقوم هذا الحنين على الوعي بفقدان الإلفة مع الله، والخوف من غضبه، وفي الوقت عينه على الرجاء في ملاقاة وجهه. والرغبة في مشاهدة الله لا تتحقّق إلّا نادرًا وجزئيًّا لأن الله خفيّ يظهر نفسه بالإيمان. هكذا رآه يعقوب (تك 31:32)، وكلّمه موسى (خر 11:33). لكنّنا من خلال التجسّد، رأيناه ولمسناه (1يو 2:1) وصرنا قادرين على مشاهدته، إن نحن قبلنا بالولادة الجديدة من فوق )يو 3:3 (، وبالتخلّي عن الإنسان القديم الذي شوّهته الخطايا بالتوبة الحقيقيّة.
بهذا نعيد إلينا جمال صورة الله التي تنعكس محبّة لله وخدمة للإنسان.
هنيئًا للإنسان الذي يعيش طهارة القلب والجسد في مسلك نزيه مستقيم، وفي حقيقة لا ازدواجيّة فيها. عليه يشرق وجه الله فيعيش في مشاهدة دائمة لفرح السماء الذي يبدأ منذ هذه الحياة على الأرض.
الفكرة الرئيسة
طهارة القلب هي خلوّ القلب من كل حسد وتعالٍ وخطيئة. ومشاهدة الله هي الحضور إليه والتمتّع برؤيته. هذا امتياز لمن يرضى الله عنه.
صلاة
"وجهك يا رب ألتمس، لا تحجب وجهك عنّي" (مز 17). أعطني يا رب نعمة الشوق إلى رؤيتك والعمل على ملء قلبي من نعمتك وحقّك فأكون من أطهار القلوب المستأهلين رؤيتك. آمين.
خذ قرارًا لهذا اليوم
Scripture
About this Plan
"مع الكتاب كل يوم" معد لقارئ مفكر يعتمد على العقلانية في فهم الأمور دون التخلي عن الايمان الذي لا يعمل بالعقل بل بالروح لأن الايمان ينتمي الى عالم أسمى من عالم العقل. هدف التأملات أن تساعد القارئ على التغذي بكلمة الله. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، وفكرة رئيسة، وصلاة، وقرار يومي.
More