(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

أجازت الشريعة الطلاق في حالات خاصة وليس "لأي سبب" (تث 24 : 1– 4). سؤال معلمي الشريعة ليسوع واضح: أيحل الطلاق لأي سبب كان؟ وكان اليهود قد اختلفوا حول تفسير تث 24 ، وخاصة في تحديد أسباب الطلاق. أراد معلمو الشريعة أن يعلموا هل ينتمي يسوع إلى صف المتشددين أم صف المتراخين. ذهب يسوع في جوابه، إلى ما قبل الشريعة، إلى البدء والخلق الطبيعي كما في قصة الخلق الأولى والثانية (تك 1– 2): خلق الله أول ذكر وأنثى وجمعهما كزوجين متحدين، فلا يجوز أن تفصلهما أية سلطة بشرية (تك 1: 27 : 2: 24 ؛ أنظر 5: 2). مفاد كلام يسوع أن الطلاق لم يوجد في الخطة الإلهية في البدء. فأردفوا يسألونه: لماذا أجاز موسى الطلاق على أن يعطي الرجل مطلقته كتاًبا (كما في تث: 24 : 1)؟ كتاب الطلاق هو لشرح أسباب الطلاق والمحافظة على سمعة المرأة وحقوقها. وأوضح المسيح أن هذا التدبير هو بسبب قساوة قلوبهم، أي لأنهم كانوا يبتدعون أسباًبا لتدبير تفرضهم شهواتهم. هذا تدبير يمكن أن يسمى "أهون الشرين." بحسب قول المسيح، أجازت الشريعة الطلاق لتحل أزمة فرضها شر الإنسان، وللحد من تأثير هذا الشر على المرأة المطلقة، لكنه ليس تدبيرًا إلهيًا. ثم، وبسلطته التعليمية: "أمّا أنا فأقولُ لكُم"، يحسم يسوع الأمر: "مَنْ طلّقَ امرأَتهُ إلّا في حاَلةِ الزّنى وتزَوّجَ غَيرَها زنى".

تأمل في النص

يكرس يسوع في جوابه على المبدأ الإلهي في الزواج: زواج للحياة. ينحسر الزواج للحياة في مجتمعنا ويكثر الانفصال بأشكاله المتعددة، ولأسباب متعددة، أهمها على الإطلاق أنانية الإنسان: طلب المتعة الناتجة عن الشهوة لقاء أي ثمن كان، عدم التضحية، عدم الغفران، التفريط بالكرامة البشرية، التخلي عن روح الخدمة والتضحية لتحاشي إلحاق الضرر بالعائلة، وإلخ. من ناحية أخرى، ليس مجرد العيش معًا هو زواج، فالزواج هو اتحاد، وكم من المتزوجين لا يعيشون حالة الاتحاد بل حالة طلاق وراء زواج ظاهري فقط أمام الناس. لكي يدوم الزواج، يحتاج إلى صيانة: عودة إلى الذات، فحص القلب، تجديد العهود، الالتصاق بالمبادئ الأساسية، التحلي بالصبر وبروح الخدمة والتضحية. وقبل كل شيء العيش بمبدأ الحب الإلهي. المحبة والمغفرة تسمو على الشريعة.

الفكرة الرئيسة

الزواج هو للحياة وليس لفترة محدودة، والطلاق هو شواذ.

صلاة

زودني إلهي بحكمة إلهية كيف أقدر أن اصون زواجي من الفساد، وأتمتع من كل بركة ونعمة أنت تمنحني إياها من خلال الحياة الزوجية.

خذ قرارًا لهذا اليوم