مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

صهيون وبنات صهيون(إشعيا3: 16-26)

~النص البيبلي~

16ويقولُ الرّبُّ: “يا لِتَشامُخِ بناتِ صِهيَونَ!يَمشينَ ممدوداتِ الأعناقِ غامِزاتٍ بِالعُيونِ.يَخطُرْنَ في مِشيَتِهِنَّ ويَحجُلْنَ بِـخَلاخِلِ أقدامِهِنَّ”.17إذًا، سيَضرِبُ السَّيِّدُ الرّبُّ بالصَّلَعِ هاماتِ بَناتِ صِهيَونَ ويُعرِّي عَورَتَهُنَّ…25ويسقُطُ رِجالُكِ يا صِهيَونُ بالسَّيفِ، وأبطالُكِ في القِتالِ.26وتئِنُّ أبوابُكِ وتَنوحُ وأنتِ خاويةٌ قاعِدةٌ على الأرضِ.

~شرح النص~

في إطار الويلات التي ستتزامن مع يوم الربّ، يبدأ إشعيا بتعداد المصائب التي ستطال فئة الرجال:الجبّار والمحارب، والقاضي والنبيّ، والعرّاف والشيخ، إلخ. (إشعيا3: 2–3)، هم الذين يخالون أنفسهم أعمدة المجتمع، ولكنّ الربّ سيزيل من أورشليم ويهوذا كلَّ سند.

وفي مرحلة ثانية، يصل إلى النساء، اللّواتي سينلن حصّتهنّ.يوبّخ إشعيا نساء الطبقة الحاكمة على تشامخهنّ، وينبّههنّ أنـهنّ سيختبرن ذلّ العبوديّة.هو ناقم عليهنّ، إمّا بسبب الرفاهيّة الاجتماعيّة التي ينعمن بـها نتيجة إثرائهنّ غير المشروع، فرجالهنّ قد نـهبوا الكروم، وسلبوا المساكين وملأوا بيوتـهم(إشعيا3: 14)، وإمّا بسبب كبريائهنّ الجامح، والذي يَشهَد له هو بعينه، كونه كان يعيش في البلاط الملكيّ.اليوم تسير نساء الحكّام مشرئبّات الأعناق، متخطّرات في مشيتهنّ، ويجلجلن أقدامهنّ بخلاخل، ولكن سيأتي يوم الربّ وسيعتري الهوان غطرستهنّ.

بعد عقاب بنات صهيون، ينتقل إشعيا إلى عقاب صهيون، إذ سيسقط رجالها في القتال وستصبح خاوية، وتنطرح على الأرض.يقيم النبيّ المقاربة بين النساء والمدينة، ولذلك يُلحِق مصير صهيون مباشرة بمصير بناتـها؛ فأناقة النساء المنحطّة هي إنعكاس لانحطاط المدينة بأسرها.وكما أنّ المرأة هي قلب بيتها، فهي قلب المجتمع.وكما أنّ النساء سيخسرن زينتهنّ التي كانت مصدر تشامخهنّ، كذلك صهيون ستفقد أبطالها التي كانت تتباهى بـهم.

~تأمل في النص~

للجمال الخارجيّ تأثيره وللزينة والحلي مكانتها في التجميل، شرط ألّا تعتلي الدرجة الأولى في سلّم الأولويّات، لأنّـها معرّضة لأن تكون هباء في مهبّ الريح.بالمقابل، هناك نساء تحلَّينَ بالقيم الداخليّة والروحيّة، فانعكس جمالهنّ الداخليّ على الدور المميّز الذي لعبنه في تاريخ الخلاص، وبات ذكرهنّ محفورًا في الضمائر والقلوب، عل مثال سارة ورفقة وراحيل، إلخ.

~الفكرة الرئيسة~

تنتمي هذه الآيات إلى مجموعة الأقوال التي تُنذِر بالمصائب،المؤلّفة من الفصول2إلى5،والتي تندرج تحت عنوان“يوم الربّ”.تـهدف جميعها إلى التشديد على فكرة واحدة:عندما سيظهر يوم الربّ سينجلي للملأ أنّه هو العظيم ولا سواه،وكل ما سواه سيزول نـهائيًّا.وبالتالي،فكلّ ما راهن عليه الانسان،سيشكّل سبب انـهياره،وكلّ ما كان يزهو به سيتحوّل إلى مصدر إهانته.

~صلاة~

يا ربّ أنت أعطيتَ المرأة الرسالة السامية بأن تكون“أُمَّ كلّ حيّ” (تكوين3: 20)، فأعطِ جميع نساء العالم أن يدركن مصدر فخرهنّ وأن يتنبّهن لجمالهنّ في عيش صورتك من خلال المساهمة معك في الخلق.

~قرار اليوم~