مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
نشيد الكرمة(تابع)(إشعيا5: 3-7)
~النص البيبلي~
3والآنَ يقولُ حَبيبي: “يا سُكَّانَ أُورُشليمَ، ويا رِجالَ يَهوذا، أُحكُموا بـينَ كَرمي وبَيني.4أيُّ شيءٍ يُعمَلُ لِلكَرمِ وما عَمِلتُهُ لِكَرمي؟ فلماذا أثمَرَ حِصرِمًا بَرِّيًّا حينَ انتَظَرتُ أن يُثمِرَ عِنَبًا؟5فاعلَموا ما أفعَلُ بكَرمي:أُزيلُ سياجَهُ فيَصيرُ مَرعًى، وأهدِمُ جُدرانَهُ فتَدوسُهُ الأقدامُ6أجعَلُهُ بُورًا لا يُفلَحُ ولا يُزرَعُ، فيَطلَعُ فيهِ الشَّوكُ والعوسَجُ، وأُوصي الغُيومَ أنْ لا تُمطِرَ علَيهِ”.7كَرمُ الرّبِّ القديرِ بَيتُ إِسرائيلَ…
~شرح النص~
تشكّل الآيات أعلاه تتمّة لإشعيا5: 1–2، وهي جميعها تنتمي إلى أدب العقوبة التي يطلقها الربّ على كرمه، إسرائيل.فبعد أن كان قد ذكر الحسنات التي قام بـها تجاه شعبه(إشعيا5: 1–2أ)، ها هو يستدعي الشاهدَين اللّذَين تفرضهما الشريعة(إشعيا5: 3)، ثمّ يقوم بالاستجواب(إشعيا5: 4)، فالتجريم وقرار الاتّـهام(إشعيا5: 2ب،7ب)، وأخيرًا العقوبة(إشعيا5: 5–6).
بالإضافة إلى أنّ الربّ يتصرّف كقاضٍ عادل، فهو يظلّ المربّي الحكيم، بحيث يدعو الجناة، سكّان أورشليم ورجال يهوذا، ليحكموا بينه وبين كرمه، وبـهذا يستحثّهم لإدراك مسؤوليّتهم.
في الآية4، يطرح الربّ سؤالاً لا يفترض أيّ جواب، والمقصود به أنّه إستنفد كلّ الإمكانيّات الممكنة بغية الحصول على خير محصول لقاء جهوده.أمّا في الآية5، فينتقل الخطاب من التشهير والوشاية في الماضي إلى العقاب في المستقبل.فالعمل الذي سيجري الآن هو النقيض الجذريّ لما صنع في الآية2، إذ سيزيل السياج ويهدم الجدران لتصير الأرض مَداسًا.يتخلّى الربّ عن شعبه وينزع عنهم الحراسة ليدركوا ضعفهم، لعلّهم يرجعون إليه ويعيشون بظلّ جناحيه.
~تأمل في النص~
للوهلة الأولى، يبدو الربّ حازمًا في قراره، وكأنّي به أطلق عقوبة الإعدام على الكرم الناكر جميله، ولكنّه ربّ الحياة، وهو لا يناقض طبيعته، لذلك، وبـهدف رفع معنويات الشعب في ما بعد، سيتناول نشيد الكرمة مرّة أخرى: “وفي ذلِكَ اليومِ غَنُّوا هذِهِ الأُغنيَّةَ للكرمَةِ المـُشتَهاةِ: “أنا الرّبُّ ناطورُها في كُلِّ لحظَةٍ، أسقيها وأنطُرُها ليلاً ونـهارًا لِئلاَ يؤذيَها أحدٌ.ما عُدتُ غاضِبًا على الكرمةِ.إذا قاتَلَها الشَّوكُ والعُلَّيقُ هَجمْتُ علَيهِما وأحرَقْتُهُما جميعًا” (إشعيا27: 2–4أ).إذًا، لا يستمرّ الربّ في غضبه إلى ما لا نـهاية.
~الفكرة الرئيسة~
ما صنعه الربّ بالكرمة التي خيّبت انتظاراته يُطبَّق على ما قاله يسوع المسيح بأنّ“مَنْ أُعطيَ كثيرًا يُطلَبُ مِنهُ الكثيرُ،ومَنِ اَئتُمِنَ على كثيرٍ يُطالَبُ بأكثَرَ مِنهُ”(لوقا12:48).
~صلاة~
يا ربّ، أنت هو الكرمة الحقيقيّة(يوحنا15: 1)، أعطني أن أثبت فيك لكي أُثمر ثمرًا يليق بك، ولا تسمح أبدًا أن أنفصل عنك لئلّا أتحوّل إلى حسك وشوك.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/