مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
آية عمّانوئيل(إشعيا7: 10-14)
~النص البيبلي~
10وعادَ الرّبُّ فقالَ لآحازَ:11”أُطلبْ لنفْسِكَ آيةً مِنْ عندِ الرّبِّ إلهِكَ، إمَّا مِنْ أعماقِ الهاويةِوإمَّا مِنْ أعالي السَّماءِ”.12فقالَ آحازُ: “لا أطلُبُ ولا أُجرِّبُ الرّبَّ.”13أمَّا إشعيا فقالَ: “إسمَعوا يا بَيتَ داودَ!أما كفاكُم أنْ تُضْجِروا النَّاسَ حتّى تُضْجِروا إلهي أيضًا؟14ولكنَّ السَّيِّدَ الرّبَّ نفْسَهُ يُعطيكُم هذِهِ الآيةَ:ها هيَ العذراءُتحبَلُ وتلِدُ ابنًا وتدعو اسمَهُ عِمَّانوئيلَ”.
~شرح النص~
بعد أن كان إشعيا قد أكّد لآحاز أنّ الربّ سيُبقي مملكة يهوذا بمأمن من تدمير الأشوريّين، ها هو يعرض عليه أن يطلب آية من لدنه.أمّا آحاز فرفض أن يدخل في مخطّط الربّ، لا من قريب ولا من بعيد.لذلك أعطى إشعيا العلامة إلى بيت داود، فيا لها من علامة تتخطّى نظام الطبيعة المألوف: “ها هيَ الـ”عَلماه”تحبَلُ وتلِدُ ابنًا وتدعو اسمَهُ عِمَّانوئيلَ”.لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذه المفردة العبريّة تتضمّن معنيَين:فالمعنى الأوّل يُقصَد به“صبيّة متزوّجة”، ولذا يطبِّق المفسّرون هذا المعنى على إمرأة الملك آحاز، ومولودها حزقيّا سيكون علامة أنّ“الله معنا”.
أمّا في ما يخصّ المعنى الثاني، أي“صبيّة عذراء”، فعلينا أن ننتظر ثمانية قرون منذ نبوءة إشعيا، لنفهم أنّ تحقيق هذه النبوءة سيتمّ بملئه بولادة يسوع المسيح من العذراء مريم، وهذا ما أورده الإنجيلي متّى(1: 23)، بعد أن استشهد بالترجمة السبعينيّة لإشعيا7: 14، والتي كانت تبنّت معنى“صبيّة عذراء”منذ منتصف القرن الثالث ق.م.
~تأمل في النص~
في العهد الجديد سمّى ملاك الربّ الطفل الإلهيّ بإسم“يسوع” (متى1: 21؛ لوقا1: 31)، ولكنّ مشروعه الخلاصيّ سيكون“عمّانوئيل”، بحيث لن ينفكّ يُعلن لسامعيه أنّ“الله معنا”.لا بل إنّ شخصيّته ستجسّد لنا“عمّانوئيل”من خلال ألوهيّته وأزليّته البيّنتَين في بدء إنجيل يوحنا إذ“في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله” (يوحنا1: 1).
~الفكرة الرئيسة~
نجد في إشعيا7:14تذكيرًا بالوعد الذي أعطاه النبي ناتان إلى الملك داود وإلى نسله(2صموئيل7:16)،ولكن ما هو الأهمّ هو أنّ هذه الآية تحوي إحدى النبوءات المسيحانيّة الأكثر وضوحًا في العهد القديم:المسيح المنتظَر هو“عمّانوئيل”.
~صلاة~
يا ربّ، من يمكنه أن يُدرك غور سرّك؟ كيف يمكن للعقل البشريّ أن يستوعب أنّ الله، الذي لا يجرؤ اليهوديّ حتّى التلفّظ باسمه، يصير طفلاً كسائر البشر؟ مَن يمكنه أن يعي معجزة أن يولد من عذراء؟ نعم، هذا أمر لا يقبله العِلم ولا المنطق، ولكن حقًا“ما من شيء غير ممكن عند الله” (لوقا1: 37).
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/