مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
نورٌ وابتهاج(إشعيا9: 1-2)
~النص البيبلي~
9الشَّعبُ السَّالِكُ في الظَّلامِ رأى نورًا ساطِعًا، والجالِسونَ في أرضِ الموتِ وظِلالِهِ أشرَقَ علَيهِمِ النُّورُ.2مَنَحتَهُمُ ابتِهاجًا على ابتِهاجٍ وزِدتَـهُم فَرَحًا يا ربُّ، كالفَرَحِ في الحصادِ فرَحُهُم أمامَكَ وكابتِهاجِ مَنْ يتَقاسَمونَ الغنيمةَ.
~شرح النص~
نحن هنا في صدد الجزء الأوّل من القصيدة(إشعيا9: 1–6)التي قالها إشعيا بعد أن تحقّقت التهديدات التي سبق وأنذر بـها السامرة من اجتياح الأشّوريين بقيادة تغلث فلاسّر، واقتيادهم للمنفيّين إلى أشّور.
تذكّر شدّة الظلمة التي يسير فيها المنفيّون بحالتهم في مثوى الأموات حيث يبسط الديجور نفوذه، والشعب السائر في الظلمة هم كأموات في مثوى الجحيم، والمسبيّون هم أموات– أحياء.ظلمة من الخارج وظلمة من الداخل.فالظلمة الخارجيّة مصدرها المحنة التي سبّبها إحتلال الأشوريّين لأرض زبولون وأرض نفتالي.والظلمة الداخليّة متأتّية من الجهل أو المعاناة أو الابتعاد عن الربّ.
ولكن، على هذا الشعب المكروب أشرق نور عظيم.عندما كان النبيّ يعلن نبوءته لم يكن النور قد بزغ بعد، ولكنّ إشعيا كان أكيدًا أنّه سيكون زاهيًا وبـهيًا، لذلك يستعمل صيغة الماضي النبويّ وكأنّي به على يقين تامّ من أنّ النور سيشرق، لا محالة.
عوض ظلمة فاجعة الغزو الأشّوريّ، رأى الشعبُ نورَ السلام، وعوض حلوك ظلام الملوك أبصر ضياءَ الحقّ والعدل، وبدل غياهب الجهل رأى مشعل المعرفة وعوض عتمة الخطيئة شاهد منارة الخلاص.كانت هذه الظلمة داكنة لدرجة أنـّها كانت توحي بالموت، فلم يكن من قوّة يمكنها اختراقها وطردها بعيدًا سوى قوّة نور الحياة.
أمّا الابتهاج فهو نتيجة الخيرات، والخيرات هي علامة البَركة الإلهيّة.إنّه فرح مدهش، نراه على وجوه الناس التي تحصد الغلال الوفيرة أو تتقاسم الغنائم.
~تأمل في النص~
في كلامه عن الظلمة، ربّما يستعيد النبيّ إشعيا ظلام الخواء الذي كان يعمّ المسكونة قبل أن يقتحمها نور الربّ.لم يكن النور الذي سطع على الغارقين في الظلام مرعبًا بل نورًا مؤاسيًا ومؤدّيًا إلى فرح التهليل والغبطة، جسّده النبيّ بتعابير الحميّة والحماس التي يسبّبها الحصاد والانتصارات العسكريّة والتي كانت تُعدّ بمثابة خيرات إلهيّة.
مع إطلالة العهد الجديد جاء المسيح يسوع وسطع نوره على الرغم من كثافة الديجور الذي حاول أن يخفت من أَوَجِه.لم يكن المسيح يسوع النور المشرق من العلى فحسب، بل فيه كانت الحياة وبغيره لم يكن شيء ممّا كان.
~الفكرة الرئيسة~
لا يمكن للظلام الذي يسبّبه البشر أن ينتصر إلى ما لا نـهاية،فلا بدّ لنور الربّ من أن يسطع حاملاً معه النجاة وزارعًا الابتهاج والانفراج بدل الكآبة والضيق.
~صلاة~
أشكرك يا“نور العالم” (يوحنا8: 12)لأنّك لا تتركني أتخبّط طويلاً في الظلام الحالك، بل تأتي إليَّ لأنّ طبيعتك هي المحبّة، ولأنّ جوهرك هو النور، فلا يمكنك البتّة أن تناقض طبيعتك وجوهرك.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/