مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مَلِكٌ أبديّ(إشعيا9: 6)

~النص البيبلي~

6سُلطانُهُ يزدادُ قوَّةً، ومملكَتُهُ في سلامٍ دائمٍ.يُوَطِّدُ عرشَ داوُدَ ويُثبِّتُ أركانَ مملكَتِهِ على الحقِّ والعَدلِ مِنَ الآنَ إلى الأبدِ.غيرَةُ الرّبِّ القديرِ تعمَلُ ذلِكَ.

~شرح النص~

يتميّز عهد الولد–الملك بأربعة أمور، أولاً:سيعمّ السلام طيلة فترة حكمه، ربّما يتكلّم إشعيا عن فترة إسكاتولوجيّة.ثانيًا:إنّ هذا الحاكم سيملك على عرش داود وسيرمّم مملكته، وهذا ما نستشفّه عن عهد مسيحانيّ ليس كسائر العهود الباقية.ثالثًا:سيتأسّس نظام حكمه على الحقّ والعدل عوض العنف والظلم، وهذا ما يعزّز ما ورد في إشعيا7: 15بأنّ الولد المنتظَر سيرفض الشرّ ويختار الخير(إشعيا7: 15).كما سيتحلّى بحكمة غير معهودة، ليكون على قدر المسؤوليّة الملقاة على عاتقه، فيوجِد مخطّطًا رائعًا ويطبّقه على يهوذا، ليحلّ فيه السلام ويتمكّن من تثبيت الـمُلك.رابعًا:سيحكم لمدّة لا انقضاء لها، كما ورد في نبوءة ناتان لداود حول الرئيس الذي يخرج من صُلب داود بحيث سيكون عرش مُلكه ثابتًا للأبد(2صموئيل7: 16).فالمـَلِك الموعود به لن يكون كواحد بين الملوك، إنّه الـمَلك الداوديّ المثاليّ الذي سيُظهِر حقيقة“الله معنا”، ليس فقط بالخلاص من التهديد الإفرائيميّ–الأراميّ، بل بفرض قاعدة العدل والحقّ والسلام التي لا تعرف نـهاية.جميع صفات الملك التي أوردناها لا تطابق البتّة الملوك الذين توالوا على عرش يهوذا منذ زمن إشعيا وما بعده، أي آحاز وحزقيّا ويوشيّا.

~تأمل في النص~

“غيرَةُ الرّبِّ القديرِ تعمَلُ ذلِكَ”.بـهذه العبارة يقرّ إشعيا أنّ الصورة التي رسمها لن تتحقّق في مسار الحياة اليوميّة للأمور، بل إنّ حميّة الربّ الشغوف هي وحدها التي تُتمّ هذه الأمور.فالحميّة والغيرة هما الوجهان لمفهوم واحد.كلتاهما تعبّران عن الاهتمام بشخصٍ ما والرغبة في امتلاك عواطفه بصورة حصريّة.وإشعيا كان على يقين من حبّ الله لشعبه لدرجة الغيرة والحميّة.وهذا الحبّ المتّقد يدفعه لئلّا يبقى في حالة سأمٍ منهم أو عدم إهتمام بـهم، لا بل سيمنّ عليهم بالخير حتى يسترجعهم إليه ويمنحهم الـمُلك الذي ينعم بالراحة.

~الفكرة الرئيسة~

يُعيد نشيد إشعيا إلى ذاكرتنا أنّه“ما من شيء غير ممكن لدى الله”(تكوين18:14؛لوقا1:37)،ولذلك فلا نعجب من أن يجمع الـمَلك المنتظَر في شخصه جملة من التناقضات،كذلك فالمسيح يسوع،الذي سمعناه ورأيناه وتأمّلناه ولمسناه،هو الذي كان منذ البدء لدى الله.لذا،سيكون صخر شكٍّ لكثيرين،ولكن في الوقت عينه“طوبى للّذين يؤمنون ولم يروا”(يوحنا20:29).

~صلاة~

يا ربّ، هبنا سلامك الذي يعجز العالم كلّه أن يعطينا إيّاه كما تعطيه أنت(يوحنا14: 27).

~قرار اليوم~