مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
دفاع الربّ عن شعبه(إشعيا10: 16-19)
~النص البيبلي~
16فلذلِكَ يُرسِلُ السَّيِّدُ الرّبُّ القديرُ على خيرَةِ رِجالِ مَلِكِ أشُّورَ مُصيـبةً، ويوقِدُ تَحتَ عظَمتِهِ وقيدًا كوقيدِ النَّارِ.17ويكونُ نورُ بَني إِسرائيلَ نارًا، وإلهُهُمُ القُدُّوسُ لَهيبًا، فيَحرُقُ ويأكُلُ شوكَهُم وعوسَجَهُم في يومٍ واحدٍ،18ويُفني مجدَ غابِـهِم وجنَّاتِـهِم.ويُصيـبُ الرّبُّ مِنهُمُ الرُّوحَ والجسَدَ معًا، فتكونُ حالُهُم كحالِ مَسلولٍ يذوبُ.19وما يَبقَى مِنْ شجَرِ غابِهِم يكونُ قليلاً، حتّى إنَّ صبـيًّا يقدِرُ أنْ يُحصيَهُ.
~شرح النص~
يستعمل إشعيا ثلاثة أوصاف متتالية ليشير بـها إلى الربّ، وكأنّي به يودّ أن يهيّء القارئ إلى ما سيقوم به.فيضيف على اللّقب المعهود،“الربّ القدير”، صفة جديدةً“أدون”أي السيّد، وهي تتضمّن القيادة والسيادة والجبروت للّذي يحملها، أمّا من قِبَل الذي يتلفّظ بـها فتفترض الاحترام والتقدير والطاعة.
يتمّم الربّ عقابه بواسطة النار، الصورة المألوفة في العهد القديم(تكوين19: 23)، ويبدو منظرها مخيفًا، إذ تكاد تلتهم كلّ الغابات والجنّات دون أن تُبقي على أيّ شيء.
ولكنّ الجمع بين النار والنور يعطي طابعًا مغايرًا للمنظر الذي يعرضه إشعيا لنا، إذ إنّ النور لا يُفني بل يُضيء، وله دور خلاصيّ إنقاذيّ، وهذا ما يعود بنا إلى ظهور الربّ على موسى بواسطة علّيقة تشتعل ولا تحترق(راجع خروج3: 2–3)، كذلك الأمر بالنسبة إلى جبل حوريب الذي كان يشتعل بالنار، بالتزامن مع ظهور الربّ(راجع تثنية4: 11؛ إلخ.).
~تأمل في النص~
قد يصعقنا وصف إشعيا لما يقوم به الربّ من عنفٍ تجاه ملك أشّور وجيشه، ولكن سرعان ما يهدأ خاطرنا لمجرّد قراءة نصوص بلاد الرافدَين، حيث تأمر الآلهة ملك أشّور بالانطلاق إلى الحرب، وباللّجوء إلى أقصى درجات العنف بغية الانتصار على أعدائه.
وعليه، فالشعب اليهوديّ يعيش ضمن إطار مجتمع يتأثّر به، فيتقاسم وإيّاهم التقاليد وطريقة التفكير، التي كانت تقضي بضرورة التضامن بين الشعب والإله الذي يعبدونه في أوقات الحروب، لدرجة التماهي.أمّا نتيجة الحرب فتخصّ الله؛ فإذا انتصر الشعب، الله هو المنتصر، وإذا خسر الشعب الله هو الخاسر.نجد هنا، بصورة واضحة، تأثير ميتولوجيا حروب الآلهة.
الشعب المنتصر هو الذي يفرض عبادة إلهه على الشعب المنهزم، من هنا نتبيّن، بطريقة ضمنيَّة، فكرة التبشير بالإله الذي يعبدونه.
~الفكرة الرئيسة~
بعد أن تمادى ملك أشّور بتطاوله على الربّ من خلال بغيته بأخذ مكانه،ها هو الربّ يبدأ بعقابه،متّخذًا النار سلاحًا له.ولكن،وبالرغم من هول المشاهد،تبقى فسحة أمل،لأنّه سيتمّ الإبقاء على بعض الأشجار،فالعقاب لن يقضي على كلّ الغابة،ممّا يشير إلى إندحار الجيش الأشّوريّ دون القضاء على الإمبراطوريّة بأسرها.
~صلاة~
يا ربّ أطلب منك أن تكون أنتَ وحدك سيّد حياتي، لأنّ سيادتك مجبولة بالحبّ والرحمة.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/