مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

إستعادة الفردوس(إشعيا11: 6-9)

~النصالبيبلي~

6فيَسكُنُ الذِّئبُ معَ الخروفِ، ويبيتُ النَّمرُ بجانِبِ الجَدْي.ويَرعى العِجلُ والشِّبلُ معًا وصبيٌّ صغيرٌ يسوقُهُما.7وتُصاحِبُ البقَرَةُ الدُّبَّ ويـبيتُ أولادُهُما معًا.ويأكُلُ الأسدُ التِّبنَ كالثَّورِ.8يلعبُ الرَّضيعُ على وكرِ الأفعى، ويضَعُ يَدَهُ في مَكمَنِ الثُّعبانِ.9لا يُسيءُ أحدٌ ولا يُفسِدُ أينما كانَ في جبَلي المُقدَّسِ لأنَّ الأرضَ تَمتلئُ مِنْ مَعرفةِ الرّبِّ، كما تملأُ المياهُ البحرَ.‌

~شرح النص~

يسيطر جوٌّ من الرجاء على هذا التجديد غير المسبوق في وسط شعب الله، إذ يعرض لنا صورة العودة إلى السلام الفردوسيّ.

بـهذه القصيدة، ينتهي كتاب“عمّانوئيل”بانتصار الإيمان.هذا الايمان الذي يجمع كلّ التعابير ليعطي ضمانة أكيدة للمستقبل الآتي.بما أنّ المستقبل هو بين يديّ الربّ، لذلك فالإيمان ثابت.ولكن المفارقة هو أنّ الربّ وحده هو الذي يعرف المستقبل، أمّا النبيّ فيستقي إيمانه من خلال العودة إلى الماضي، ولهذا يستحضر موضوع الفردوس:ففي المملكة المسيحانيّة لن يكون أيّ مجال للخطيئة(إشعيا11: 9)، أمّا بالنسبة إلى الصفاء الذي سيعيشه الانسان مع الربّ، فسينعكس تناغمًا بين جميع البشر، لا بل مع سائر المخلوقات، بما فيها الحيوانات الأليفة والضارية(إشعيا11: 6–8).

يلفتنا أن يعدّد إشعيا إثني عشر نوعًا من الحيوانات، علمًا أنّ هذا العدد يرمز إلى الشموليّة.نكتفي ببعض الأمثلة:في العهد القديم هو عدد أسباط إسرائيل الاثني عشر، وفي العهد الجديد عدد تلاميذ يسوع، كما إنّ سور أورشليم السماويّة، كما رآها يوحنا الرسول، قائمٌ على إثني عشر أساسًا(رؤيا يوحنا21: 14).وعليه، فسلام الملك الموعود سيعمّ المسكونة، وسيكون موطن الملك الجديد محطّ أنظار الشعوب كافّة(إشعيا11: 10).أمّا سرّ هذا السلام فيرتبط بحالة البرارة التي ستعود إليها الأرض، والتي كانت سائدة قبل السقطة الأولى، وسيكتمل هذا الترميم لمشهد سفر التكوين3، إذ ستحظى الأرض بنعمة معرفة الربّ، بعد أن أدّت معصية الإنسان الأول إلى الحرمان منها“لأنّ الأرض تمتلئ من معرفة الربّ، كما تملأ المياه البحر” (إشعيا11: 9).

~تأمل في النص~

كم تتوق أنفسنا إلى العيش في عالم يشبه عالم“ملك الملوك” (رؤيا يوحنا19: 16).فهو، وبالرغم من الفدية الباهظة التي دفعها، ترك لنا الحريّة، ولذلك لم يتعطّل بعد دور“الأفعى”ولا دور المتواطئين معها في القضاء على السلام المنشود.

~الفكرة الرئيسة~

بعد وصف ملامح الـمَلك النابت من“جذع يسّى”والدَّور الذي سيميّزه عن سائر الملوك والحكّام الذين سبقوه،نصل إلى الانعكاسات الإيجابيّة التي ستطال“مملكته”،من خلال تحقيق النظام الجديد الذي يحنّ إليه كلُّ كائن بشريّ.

~صلاة~

يا ربّ، أشكرك لأنّك تريد أن تَـهَبَ سلامك لكلّ المسكونة، وأطلب منك، في كلّ مرّة يغيب عنّي السلام الخارجيّ، أن تمنحني السلام الداخليّ الذي أنت وحدك نبعه.

~قرار اليوم~