مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

الرب يحمي المسكين(إشعيا14: 28-32)

~النص البيبلي~

28وفي السَّنةِ الّتي ماتَ فيها الملِكُ آحازُ‌كانَ هذا الوحيُ:29لا تَفرَحي يا كُلَّ فلِسطيَّةَ‌بأنَّ قَضيبَ ضارِبِكُمُ ا‏نكسَرَ، فمِنْ أصلِ الحيَّةِ يخرُجُ الأُفعُوانُ، ونَسلُهُ ثُعبانٌ طَيَّارٌ.30فيما الرّبُّ يُميتُ أصلَكِ بالجوعِ ويقتُلُ بقيَّتَكِ الباقيةَ.سيَرعى الفُقَراءُ في مدينتي، ويُقيمُ البائسونَ مُطمئِنِّينَ‌.31ولوِلي يا أبوابُ وا‏صرُخي يا مدينةُ.ذوبي مِنَ الخَوفِ يا كُلَّ فلِسطيَّةَ!لأنَّ جيشًا، يأتي مِنَ الشَّمالِ، وما مِنْ جَبانٍ في صُفوفِهِ‌.32بماذا نُجاوبُ رسُلَ فلِسطيَّةَ؟ هوَ الرّبُّ أسَّسَ صِهيَونَ، وبها يَحتَمي شعبُهُ المِسكينُ.

~شرح النص~

وحيٌ جاء النبي سنة وفاة آحاز ملك يهوذا(718ق.م.)، حول فلسطية، المنطقة الواقعة على الساحل الجنوبي من إسرائيل القديمة.كان الملك آحاز ملكًا قويًا وتقيًا، وصديقًا للأشوريين الذين كانوا يسيطرون على المنطقة.مات آحاز، فبدأت فلسطية تتآمر على الأشوريين.يقول النبي بأن خليفة آحاز، ابنه حزقيا، سيكون أقوى من أبيه، وبأن الله سيكون مع يهوذا الفقيرة، الساكنة المطمئنة المتّكلة عليه، بينما فلسطية المتكلة على قوتها، ودهائها في حياكة المؤامرات، وغناها المادي، ستبيد بفعل الجيش القادم من الشمال(الأشوريين)، بينما“الرب أسس صهيون، وبها يحتمي شعبه المسكين”.

~تأمل في النص~

نقرأ في النص عن فلسفتين في العيش:فلسفة الاستقامة والاتكال على الرب، تلك التي اتبعها فقراء يهوذا وملكهم، وفلسفة الدهاء والتآمر والاتكال على قوة الذات والغنى.قد تنجح هذه الفلسفة الأخيرة على المدى القريب، لكن على المدى البعيد، لا يبقى مستقرًا إلا الذي يسلك مع الرب باستقامة، ويتّخذ الرب متّكلاً له.يحتاج المؤمن المتحلّي بالفقر، الذي جرّد نفسه من القوة الذاتية، ووضعها بتصرف الله، ومنع عن نفسه الخبث والدهاء والطرق الملتوية، تلك التي يسمّيها مجتمعنا“شطارة”، يحتاج إلى صبر وانتظار وثبات، وسيرى خلاص الرب من دون أدنى شك.لا يظنّن أحد بأن الله غائب عن المشهد، بل هو يرى ويراقب، ويحب ويتحنّن، وحاضر أن يرحم عند إظهار التوبة.

~الفكرة الرئيسة~

حياة الاستقامة،والاتكال على الرب،والأمانة في العهود هي الطريق السليم والسلاح القوي،ولا يقوى عليه سلاح.الخبث والدهاء سلاح فتّاك،لكن أول ضحاياه هم الذين يحاربون به.

~صلاة~

ساعدني إلهي لكي أتبنّى الفقر، وأحافظ عليه، فلا أفتخر بقوة ذاتية، أو ممتلكات ومدّخرات، ويبقى اتكالي عليك وحدك كل أيام حياتي.

~قرار اليوم~