مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

أربعة أسماء للمولود(إشعيا9: 5د-هـ)

~النص البيبلي~

5…ويكونُ مُشيرًا وإلهًا قديرًا وأبًا أبديًّا ورئيسَ السَّلامِ.

~شرح النص~

“مُشير”:كانت رتبة المستشارين ذات أهميّة في البلاط الملكيّ.ولكن، إذا أصبح الـمَـلِك مشيرًا فلن يعود بحاجة إلى مستشارين يحيطون به.أمّا في نصّنا هذا، فلا عجب أن تُعزى إليه الخصائص المتناقضة لأنّه لا يشبه قطّ أيّ إنسان عاديّ.

“إله قدير”:يُطلَق هذا الإسم على الله ذاته ولا يُسنَد إلى أيّ كائن بشريّ سواه، لما يحمل في طيّاته من معانٍ وأبعاد.قد تَحمل تسمية“قدير”صفة المحارب التي تُطلَق عادة على المقاتلين، ولكنّ إشعيا سيستدرك مباشرة ويدعوه“رئيس السلام”.والسؤال:هل كان العقل بإمكانه أن يتقبّل ألوهيّة شخص يَظهَرُ بـهيئة بَشَر؟

“أب أبديّ”:المقصود بـهذه العبارة أمنيةُ الشعب بأن يدوم حُكم الملك لسنين مديدة.

المشكلة تكمن في إلحاق صفة الأبوّة على هذا السليل الملكيّ، وهذا أمرٌ غير معقول في العهد القديم إذ لا يُعقل إسناد لقب“أب الأبد”إلى أيّ ملك كان، لأنّه لقب يختصّ حصرًا بالله.لقد سبق للربّ وعرّف عن نفسه، على لسان ناتان النبيّ، أنّه سيكون“أبًا”لداود ولسلالته بما تحمله هذه الصفة من الحنان والحب والراحة(راجع2صموئيل7: 14–17)، ولكن لا نجد قط أنّ أيّ ملك كان أبًا لشعبه.

“رئيس السلام”:هذا الإسم هو الأقل تنازعًا عليه، إذ يُنتظَر من كلّ ملك أن يحمل السلام والإزدهار لشعبه، فكلمة سلام لا تقتصر فقط على غياب الحرب، بل تتضمّن الهناء والرفاهيّة والإزدهار والبركات.

~تأمل في النص~

بما أنّ حزقيّا سلك سلوك رجل أمين للربّ، هناك مَن نسبَ إليه نشيد إشعيا9: 1–6.ولكن يبقى الفرق شاسعًا بين الملك الموعود به في إشعيا9: 1–6وتحقيق الوعد في حزقيّا، إذ عندما مرض هذا الأخير وشارف على الموت راح يبكي بكاء شديدًا حتى أرسل له الربّ إشعيا النبيّ الذي أضاف له خمس عشرة سنة على أيّامه(إشعيا38).فيا للفرق الشاسع بينه وبين الملك المنتظَر.

~الفكرة الرئيسة~

يحملنا التمعّن بالأسماء الثلاثة الأولى،بما تحمل في طيّاتـها من عظائم المولود الـمَلك،أن نَخلُص إلى القول بأنّه ما من إمكانيّة لأيّ كائن بشريّ أن يحمل هذه الأوصاف ويعمل بموجبها.أمّا بالنسبة إلى الاسم الرابع،فلا يكتفي هذا النشيد بأن يمنحنا أُسس السلام الحقيقيّ،بل يعطينا صورة الرئيس المثاليّ،إنّه“رئيسُ السلام”هو الذي جاء وبشّر بالسلام الذين كانوا بعيدين كما القريبين(أفسس2:17).

~صلاة~

كن يا ربّ البشرى السارّة لكلِّ مَن فقد رجاءه في حكّام عالمنا، فأنتَ وحدك نبع الرجاء الحقّ ولا سواك، ولا أحد غيرك يمكنه أن يحقّق السلام التامّ والعدل الكامل.

~قرار اليوم~