مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

وُلِدَ لنا ولدٌ(إشعيا9: 5أ-ج)

~النص البيبلي~

5لأنَّهُ يولَدُ لَنا ولَدٌ ويُعطَى لَنا ا‏بنٌ وتكونُ الرِّئاسةُ على كَتِفِهِ.يُسمَّى با‏سمٍ عجيبٍ…

~شرح النص~

تبدأ الآية5بالأداة السببيّة“لأنّ”، بحيث يحاول الكاتب إيجاد سبب الفرح والابتهاج اللّذَين أعلنهما في إشعيا9: 2، ويأتي تعليل الفرح بصورة تصاعديّة إذ يبلغ ذروته في ولادة ولد ليس كسائر الأولاد.وبالتالي، تشكِّل الآيتان الخامسة والسادسة تتويجًا للقول النبويّ، ذلك أنّ النهاية السعيدة تتجسّد بولادة الملك، الذي يختلف جذريًّا عمّن سبقه.

لقد أثارت مفردة“ولد”جدلاً عظيمًا، بحيث حاول بعضهم أن يطبّق أوصافه على حزقيّا الملك، الذي سيتولّى عرش أبيه آحاز، ولكنّ التمعّن في الأوصاف المعطاة لهذا الولد لا يمكن أن تطبّق على أيّ كائن بَشَريّ.

وردَ الفعل“وُلِدَ”بصيغة الماضي المجهول؛ بالرغم من أنّ النبيّ إشعيا يعي تمامًا أنّ هذا الحدث سيتمّ في المستقبل، فإنّه يستعمل الماضي النبويّ وكأنّ ولادة الطفل قد حصلت فعلاً.أمّا في ما يخصّ صيغة المجهول، فإنّ مجرّد النظر إلى الآية6يوضح لنا أنّ الله هو الفاعل.

علاوة على كونه ولد، يشدّد إشعيا على أنّه أيضًا إبنٌ.ربّما يودّ بـهذا أن يلفت النظر إلى أنّه إبن داود، الوريث الشرعيّ لعرش أبيه، وسيجعل“مفتاح بيت داود على كتفه” (إشعيا22: 22).

يحمل الولد الملكيّ الرئاسة على كتفه لإظهار التباين مع النّير الذي يثقّل كتف الشعب.

“يسمّى باسم عجيب”:في النصّ العبريّ الأصليّ، يَستعمِل الكاتب الفكرة المجرّدة، فيصبح إسم الولد“عجبًا”عوض أن يكون“عجيبًا”.ويشكّل إطلاقُ إسم الصفة بدل الإسم الموصوف دهشة لدى القارئ، إذ إنّ الولد ليس عجيبًا وحسب بل هو العجب بحدّ ذاته، علمًا أنّ إستعمال كلمة“عجب”يوحي بالتأثير الذي يُحدثه التدخّل الفائق الطبيعة لله.

ممّا تقدّم نستنتج أنّ الولد ليس فقط كائنًا يفوق الطبيعة، بل هو العجب بذاته من حيث شخصهوكيانه، إنّه يفوق التفكير البشريّ والقدرة البشريّة.أن يشير النبيّ إلى الولد كونه العجب في جوهره يعني أنّه يشهد على ألوهيّته.

~تأمل في النص~

ماذا يمكننا أن نتوقّع من ولادة ولد في جوٍّ عابق بالحرب والعنف والبطش؟ وكيف له أن يأخذ بزمام المـُلك في وسط تضارب مطامع المتحاربين؟ أجل، إنّ العناية الإلهيّة هي التي تعمل بمنطق يغاير منطق البشر.

~الفكرة الرئيسة~

في خلفيّة الغزو الأشّوري ونفي أهل الجليل،تظهر ملامح“عمّانوئيل”الذي سيدشّن مُلكًا مدهشًا.هذا الولد الإلهيّ سيعزّي الشعب،إذ سيُنهضه من إذلاله وسيوشّحه بالمجد والنور والتحرير والسلام.

~صلاة~

أيّها الربّ يسوع، أعطني أن أذكر دائمًا أنّك الإله، وقد صرت من أجلي طفلاً لتهبني سلامك.

~قرار اليوم~