مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

تمهيد لآية عمّانوئيل(إشعيا7: 1-9)

~النص البيبلي~

7وفي أيّامِ آحازَ بنِ يوثامَ بنِ عُزيَّا ملِكِ يَهوذا صَعِدَ رَصينُ ملِكُ آرامَ وفقَحُ بنُ رَمَلْيا ملِكُ إِسرائيلَ إلى أُورُشليمَ لمُحارَبَتِها، فما قَدِرا أنْ يستوليا علَيها.2فلمَّا وصَلَ الخبَرُ إلى بَيتِ داودَ، وقيلَ لَه إنَّ الآراميِّينَ نزَلوا في أرضِ شعبِ أفرايمَ‌، ا‏ضطرَبَ قلبُهُ وقلبُ شعبِهِ ا‏ضطِرابَ شَجَرِ الغابِ في وجهِ الرِّيحِ.3فقالَ الرّبُّ لإشعيا: “أُخرُجْ لمُلاقاةِ آحازَ…4وقُلْ لَه:تَنَبَّهْ وا‏طمَئِنَّ ولا تخَفْ ولا يَضعُفْ قلبُكَ.فما غضَبُ رصينَ ملِكِ آرامَ وفقَحَ بنِ رمَلْيا ملِكِ شعبِ إِسرائيلَ إلاَّ كلَهَبِ ذنَبَينِ مُشتَعِلَينِ مُدخِّنَينِ.5هُما وشعباهُما تآمَروا علَيكَ بالشَّرِّ وقالوا:6نصعَدُ على يَهوذا ونُرعِبُها ونَقتَسِمُها…”.7وهذا ما قالَ السَّيِّدُ الرّبُّ: “لا يحدُثُ ذلِكَ ولا يكونُ.8فما دِمَشقُ إلاَّ عاصمةَ آرامَ، وما رَصينُ إلاَّ ملِكَ دِمشقَ…9فما السَّامِرةُ إلاَّ عاصِمةَ شعبِ إِسرائيلَ، وما ا‏بنُ رَمَلْيا إلاَّ ملِكَ السَّامِرةِ.إنْ كُنتُم لا تُؤمِنونَ فلَنْ تأمَنوا”.

~شرح النص~

حوالي سنة735ق.م.، وبالتزامن مع إستلام آحاز الـمُلك، جرى تغيير سياسيّ خطير.فقد تحالف ملك آرام وملك إسرائيل ضدّ تغلث فلاسّر الأشّوريّ، ولم ينجحا بإقناع ملك أورشليم بالإنضمام إليهما.لذلك صعدا كليهما لمحاربته، ممّا جعل قلبه يضطرب“إضطراب شجر الغاب في وجه الريح”، وهذا ما عُرف بالحرب الآراميّة–الإفرايميّة.لذا، فكّر آحاز بالاستنجاد بالأشوريّين ليردّ حملة مَلِكَي آرام وإسرائيل، وهذا ما حدا بإشعيا لأن يتدخّل لمرّاتٍ ثلاث بغية إقناع آحاز بتبنّي موقفٍ يليق بملك يهوذا.يعرض لنا هذا النصّ التدخّل الأوّل، حيث يشجّع إشعيا الملكَ آحاز، إذ إنّ حليف أورشليم هو الربّ، في حين أنّ أعداءها سيُهزَمون لا محالة.أمّا مغذى النصّ، فنجده في التلاعب على الكلام التالي: “إنْ كُنتُم لا تُؤمِنونَ فلَنْ تأمَنوا”، إذ يشتقّ كِلا الفعلَين من فعل“أَمِنَ”، فالإيمان بالله هو صمّام الأمان الوحيد الذي يعطي الاستقرار والطمأنينة.

~تأمل في النص~

لم يأخذ الملك آحاز كلام إشعيا بعين الاعتبار، ولكي يتجنّب خطر مَلِكَي آرام وإسرائيل، إستنجد بمَلِك أشّور، ممّا سيؤول به إلى عواقب مدمّرة للغاية بحيث سيتوجّب عليه أن يدفع جزية كبيرة له.فلو أنّه توكّل على الله، لكان فهم حقًا أنّ مَلِكَي آرام وإسرائيل ليسا سوى“ذَنَبَين مشتعلَين”أي صائرَين إلى الموت والفناء.

~الفكرة الرئيسة~

أن يتّخذ ملك يهوذا الربَّ كحليف له يُغنيه عن الاستنجاد بأيّ سند آخر.ولكنّ آحاز يفتقد إلى الإيمان الذي يدعوه إليه النبيّ إشعيا،ولا يثق بأنّ الربّ وحده قادر على أن يخلّصه.

~صلاة~

يا ربّ، أنا أيضًا أشعر أحيانًا بالتآمر عليّ، فالأعداء الذين يحاولون النيل منّي كُثُر، أعطني دائمًا أن أجد فيك خير ملاذ، لأنّك أنت وحدك صخرة خلاصي وينبوع سكينتي.

~قرار اليوم~