مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
رفض رسالة إشعيا(إشعيا6: 9-10)
~النص البيبلي~
9فقالَ: “إذهَبْ وقُلْ لِهذا الشَّعبِ:مهما سَمِعتُم لا تَفهَمونَ ومهما نَظَرتُم لا تُبصِرونَ”.10وقالَ: “أجعلُ قلبَ هذا الشَّعب قاسيًا، وأُذُنَيهِ ثَقيلَتَينِ وعينَيهِ مُغمَضَتَينِ، لِئلاَّ يُبصِرَ بِعينَيهِ ويسمَعَ بأُذنَيهِ ويفهَمَ بقَلبِهِ ويرجِـعَ إليَّ فيُشفَى”.
~شرح النص~
تأتي هاتين الآيتين مباشرة بعد سؤال الربّ لإشعيا لأن ينطلق ويعلن رسالته للشعب.ولكن يا للمفارقة!هو“رأى” (إشعيا6: 1)و“سمع” (إشعيا6: 8)في حين أنّه سيصطدم بآذان تسمع ولا تفهم وعيون تنظر ولا تبصر وقلوب عاجزة عن التمييز لشدّة قساوتـها(راجع سفر الأمثال2: 2).يستعمل النبيّ المجاز المرسَل من باب تسمية الكلّ باسم الجزء، فالعيون والآذان والقلوب، جميعها كنايات يُقصَد بـها الرفض الكامل، مع ما يشير إليه الرقم ثلاثة إلى الديمومة، إذًا دخل هذا الشعب مرحلة إستحالة التوبة.
السؤال الصعب:هل يمكن أن يُرسل الربّ إشعيا ليمنع الناس عن التوبة؟ أو هل تقوم إرادة الربّ في تقسية قلوب السامعين؟ والجواب:جلّ ما في الأمر أنّ الربّ يدرك مسبقًا تشبّثهم في عصيانـهم، وعندما سينفد صبره من تصلّبهم، سيتركهم لقساوة قلوبـهم وشأنـهم.يمكننا أن نشبّه إشعيا بِمَن يحمل مرآة الربّ ويعكسها على أصحابـها، ليروا ذواتـهم على حقيقتها؛ لقد بلغوا إلى أقصى درجات القساوة، وأصبحت دعوتـهم إلى التوبة أمام حائط مسدود.
أمّا المعنى التاريخيّ لهاتين الآيتين، فيمكننا أن نضعه في إطار الحرب الآراميّة–الإفرائميّة، حيث لم يكلّ إشعيا من تحميل الملك آحاز مسؤوليّة قراره في التحالف مع تغلث فلاسّر، بغية تجنيبه مخاطر زجّه في الوصاية الأشوريّة وتكبيده دفع جزية طائلة، ستنتهي بأن تودي به وبشعبه إلى الهاوية.لقد أصبح الحُكم مبرمًا، وفرص إنقاذ المملكة شبه معدومة.
تخفي الصيغة المتناقضة لهاتين الآيتين معنى مزدوجًا:فمن ناحية، على إشعيا أن يفتح عيون شعبه ومَلِكِهم وأن يُظهر لهم جسامة خطيئتهم وضرورة توبتهم الملحّة، ومن ناحية ثانية، لن تؤول رسالته سوى إلى تثبيت عمى الشعب وتسريع سقوطه.
~تأمل في النص~
عندما خلق الربّ الانسان، أعطاه الحواسّ الخمس لكي، من خلالها، يتعرّف على حقيقة الأمور، ومع نمو عقله ونضجه ينتقل من المعرفة الحسيّة إلى المعرفة المجرّدة.ولكنّنا نتبيّن من هذا النصّ أنّه عندما يكون الانسان في حالة التمرّد على الله، فإنّه يضع حاجزًا لحواسّه لئلا تقوم بوظيفتها، فتتعطّل وتليها قساوة القلب.
~الفكرة الرئيسة~
بقدر ما أسرع إشعيا إلى تلبية إرسال الربّ له،بالقدر عينه ما سيصطدم برفض سامعيه له وباستخفافهم بدعوتـه لهم للتوبة،ذلك لأنّ التوبة تفترض الإقرار بالخطأ والخطيئة،وهذا الأمر ممقوت لدى المصابين بجنون العظمة.
~صلاة~
يا ربّ، من ناحية، تُدهشني قدرتك التي لا تقاوم والتي جعلَتْ إشعيا يشعر أنّه هلك، ومن ناحية ثانية، يُسحرني طول أناتك على الخاطئ المتصلّب في كبريائه المفرط.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/