مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
مخافة الربّ(إشعيا8: 11-15)
~النص البيبلي~
11وأمسكَني الرّبُّ بـيَدِهِوأنذَرَني أنْ لا أسلُكَ في طريقِ هذا الشَّعبِ، فقالَ:12”لا تقُلْ“خيانَةً”لكُلِّ ما يقولُ لَه هذا الشَّعبُ“خيانةً”.ولا تخَفْ خوفَهُ ولا تفزَعْ فزَعَهُ.13قدِّسِ الرّبَّ القديرَ.وليكُنْ هوَ خوفَكَ وفزعَكَ.14فأنا القُدُّوسُ أكونُ حجَرَ عثْرَةٍ لبـيتي إِسرائيلَ كِلَيهِما وصخرَةَ سُقوطٍ وفَخًّا وشَركًا لسُكَّانِ أورُشليمَ.15فيَعثُرُ كثيرونَ مِنهُم ويسقُطونَ ويتَحطَّمونَ ويتكسَّرونَ ويقَعونَ في الفَخِّ ويُؤسَرونَ”.
~شرح النص~
مشهد غير مألوف، بالنسبة إلى الطريقة التي يستعملها الربّ مع النبيّ.فهو لم يكتفِ بأن يوصل له رسالة غير عاديّة، بل أمسكه بيده، كالأب الذي يقود إبنه القاصر بغية أن يُطيعه طاعة عمياء، ربّما لأنّ ما سيقوله له لا يندرج في إطار المنطق البشريّ.هو يحذّره ألّا ينقاد في الطريق الذي يسلكه“هذا الشعب”، والمقصود به مملكة إسرائيل المهدّدة مباشرة من الاجتياح الأشوريّ، والتي إنضمّت الى التحالف مع آرام لتصدّ العدوّ المشترَك، ومملكة يهوذا التي آثرت الانضمام إلى التحالف مع أشّور.في جميع الأحوال، إنـّها مرحلة إضطراب، وإشعيا يعيش موقفًا حرجًا، لأنّ الربّ يودعه رسالة في غاية الدهشة، ويطلب منه أن يتّخّذ موقفًا جريئًا:إنّه هو الذي أوصل الأشوريّين إلى السلطة، وبالتالي، فمن يعارض أشّور في هذه المرحلة، يعارضه هو نفسه.
لقاء موقفه هذا المنحاز مع المحتلّ، يُنعَت إشعيا بالتآمر والخيانة، لكنّه يصرّ على كلامه، لأنّ أشّور لا يمكن أن يصنع التاريخ، بل هو الآن مجرّد وسيلة بيد الربّ.لذا، وعوض الخوف الذي يلقيه العدوّ، يطلب الربّ من الشعب أن يقدّسه هو، أي أن يقدّم له المهابة والاحترام.
تحوي الآية14أربعة مصطلحات تعبّر عن غموض المرحلة الراهنة، حيث يوصف الربّ بأنّه“حجر عثرة”و“صخرة سقوط”و“فخّ”و“شَرك”.فمع تعاظم المؤامرة، يتفاقم عدم فهم الشعب لما يجري.ليس الخلاف بين إسرائيل ويهوذا، بل بينهما وبين الربّ، إذ يعجزان عن الانخراط في تصميمه لهما، لا بل قد غدا لهما فخًا وشركًا محتومَين.هو يودّ أن يستدرجهما إلى التكفير عن ذنوبـهما، وكلُّ مقاومة له تبدو عقيمة.
~تأمل في النص~
عوض الخوف من المحتلّ، يطلب الربّ من شعبه أن يخافه هو.ومخافة الربّ تعني الاعتراف بقداسته ومهابته وقدرته، وبالتالي تتضمّن الايمان بأنّ الربّ هو المخلّص ولا سواه.فشتّان ما أعظم الشرخ بين خوف الذلّ من الانسان ومخافة الربّ المحرِّرة.
~الفكرة الرئيسة~
لقاء تـهديد أشّور المشترَك لإسرائيل ويهوذا،إتّخذ كلٌّ منهما التدابير الاحترازيّة لتفادي عاقبة الاجتياح،ولكنّ تصرّف الربّ يبدو نادرًا في مرحلة إستثنائيّة.جُلَّ ما يريده هو القبول بالسيادة الأشوريّة،علّ هذا الأمر يؤدّي بالشعب إلى التوبة.
~صلاة~
في كلّ مرّة تتعثّر أموري، وتصبح لي يا ربّ بمثابة“حجر عثرة”، أرجوك أن تأخذ بيدي وتقودني إلى طريق الخلاص، لأنّك أنت هو“الطريق والحقّ والحياة” (يوحنا14: 6).
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/