مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
تشامخ وانحطاط(إشعيا2: 6-18)
~النص البيبلي~
6أهمَلْتَ شعبَكَ بَيتَ يَعقوبَ، فامتَلأت بالمُشَعوِذينَ أرضُهُم…عقَدوا الصَّفَقاتِمعَ الغُرباءِ،7فامتَلأت أرضُهُم فضَّةً وذَهبًا وكُنوزًا لا حدَّ لها.وامتَلأت أرضُهُم خيلاً ومَركباتٍ لا تُحصَى.8وامتَلأت أرضُهُم أوثانًا فسَجَدوا لمَصنوعاتِ أيديهِم…11عُيونُهُمُ المُتَشامِخةُ انخَفَضت وانحَطَّت مكانَتُهُمُ الرَّفيعَةُ، والرّبُّ وحدَهُ يتَعالَى في ذلِكَ اليومِ الآتي،12يومَ تكونُ قُدرَةُ الرّبِّ على كُلِّ مُستكبِرٍ مُتَعالٍ وكُلِّ مُتَرَفِّعٍ فيَنحَطُّ…18وتزولُ الأوثانُ جميعًا.
~شرح النص~
يصف إشعيا بيت يعقوب المملوء من المشعوذين الآتين من الشرق، ومن المنجّمين كما هي حال الفلسطيّين، وهو يعجّ بالغرباء.ربّما يقصد الملك آحاز(إشعيا7: 3–9)أو حزقيّا(30: 1–5؛ إلخ.)اللّذَين آثرا التحالف مع ملوك آخرين أو اللّجوء إلى السلاح، عوض الإتّكال على الربّ.وبدل أن يطلبا الخلاص من الربّ والعمل بإرادته المتجلّية بكلمته وبشريعته، والتي تحتضنها أورشليم، قد لجآا إلى الاستعانة بالشرق والغرب، وبدل الربّ المنقذ، وضعا رجاءهما بالآلهة الغريبة.
لقد جمع“بيت يعقوب”الفضّة والذهب، والخيل والمركبات:وكلّها كانت رموز الجشع والخيلاء.إنّـها شعارات الممالك الأرضيّة، التي توهم الانسان أنّـها سَتَقِيهِ من كلّ شرور العالم، في حين أنّـها طمأنينة زائفة للاحتماء بـها.
أمّا المفاجأة غير المنتظَرة، فهي أنّه سيأتي يوم الربّ ويتدخّل فيه، وسيطال“كلّ مستكبر متعال وكلّ مترفّع”، فيندثر أمام عظمته كلّ تشامخ وتنحطّ كلّ غطرسة.
ويبلغ التهكّم أقصاه في منظر الآلهة التي تزول أمام الربّ، كما يذوب الشمع أمام حرارة الشمس.فيا لخزي الانسان الذي سلّم ذاته لوهميّة الآلهة وعدميّتها، هي تزول من دون أن تترك أيّ أثر لها.
~تأمل في النص~
إستخفّ بيت يعقوب بالغنى الذي يحتضنه، فقلّل من شأن حضور الربّ بشكل حسّي في وسطه، أي في قدس الأقداس، من خلال لوحَي الوصايا، وعصا هرون التي أورقت، وجرّة المنّ، وراح يفتّش عن مصادر وهميّة للغنى.
كم إنّ التحدّي كبير بأن يكون الإنسان غنيًّا بإيمانه، وفقيرًا إلى نِعَم الربّ.
تعود بنا هذه الأبيات إلى مشهد برج بابل حيث أراد الانسان أن يبني برجًا رأسه إلى السماء، بغية أن يقيم له إسمًا.فهل يمكننا أن نفسّر هذا التفتيش المطّرد للانسان على ضمانات ملموسة كتعبير عن إنعكاس للخوف الذي يجتاحه؟
~الفكرة الرئيسة~
الخطر الكبير الذي نستشفّه من هذه الآيات هو أنّه عندما ينحو الانسان سبيل عبادة الأوثان ينجرف بتيّارها،ولا يعود يستطيع أن يكبح جموح القِنيَة،لدرجة أنّ ممتلكاته تتحوّل إلى آلهة تأسره وتستعبده،لا بل يُنَصِّب ذاته إلهًا على عرش مقتنياته.
~صلاة~
يا ربّ، ما أكثر الآلهة الوثنيّة التي تحاول النيل منّي ومن إيماني بك، فلا تسمح أبدًا بأن تستغويني وتستعبدني، إذ لا أحد سواك يمكنه أن يملأ فراغ قلبي.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/