مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

السلام الدائم(إشعيا2: 2-4)

~النص البيبلي~

2يكونُ في الأيّامِ الآتيةِ أنَّ جبَلَ بَيتِ الرّبِّ يثبُتُ في رأسِ الجِبالِ ويرتَفعُ فوقَ التِّلالِ إليهِ تـتَوافدُ جميعُ الأُمَمِ3ويسيرُ شُعوبٌ كثيرونَ.يقولونَ: “لنَصعَدْ إلى جبَلِ الرّبِّ‌، إلى بـيتِ إلهِ يَعقوبَ، فيُعَلِّمَنا أنْ نسلُكَ طُرُقَهُ”.فمِنْ صِهيونَ تخرُجُ الشَّريعةُ ومِنْ أُورُشليمَ كلمَةُ الرّبِّ.4الرّبُّ يحكُمُ بـينَ الأُمَمِ ويقضي لِشعوبٍ كثيرينَ، فيَصنعونَ سُيوفَهُم سُكَكًا ورِماحَهُم مَناجِلَ.فلا ترفَعُ أُمَّةٌ على أُمَّةٍ سيفًا ولا يتَعَلَّمونَ الحربَ مِنْ بَعدُ.

~شرح النص~

تُشيد هذه القصيدة بالزمن الذي سيوطَّد فيه هيكل الربّ، والمفارقة هي كونه ما زال قائمًا حين كان إشعيا يتكلّم.إذًا، ربّما ينوّه النبيّ إلى دماره وإلى بناء هيكل آخر ذي طابع مختلف ولا يفنى، وسيُشرِف ليس فقط على المناطق المجاورة بل على الأرض قاطبة.فمن عبارة تثبيت جبل بيت الربّ وارتفاعه فوق التلال نستشفّ إيمان إشعيا بتسامي إلهه وهيكله على الآلهة الوثنيّة ومعابدها الرابضة على التلال.

يهدف الصعود نحو أورشليم إلى الحجّ في الهيكل، بما فيه قدس الأقداس الذي يرمز إلى حضور الربّ بشكلٍ حسّي في وسط شعبه.هذا الحجّ السنويّ كان يجري في الأعياد الثلاثة الرئيسة لدى شعب العهد القديم:عيد الفطير، وعيد الحصاد وعيد المظالّ(تثنية16: 16).أمّا التحويل الذي سيطرأ، فسيصبح الربّ إله المسكونة جمعاء وستتوافد شعوب العالم إلى مقرّه في صهيون لأنّ الربّ لن يكون إلهًا خاصًّا بشعبه من دون سواه، وسيطال التغيير إستبدال الأدوات الحربيّة بأدوات زراعيّة في خدمة الحياة.

~تأمل في النص~

تُسبغ عبارة“في الأيام الآتية”معنى إسكاتولوجيًّا، ممّا يحملنا على القول بأنّ هذه القصيدة لا تطبَّق على حالة أورشليم في القرن الثامن ق.م.بل بالحريّ على حالتها ما بعد العودة من المنفى، لا بل ربّما“في آخر الأيام”.كما نستشفّ التحدّي ضدّ الفكرة السائدة بملكيّة أرضيّة، حيث يسود ملك أورشليم على العالم.

سيظلّ التوق إلى السلام المنشود متّقدًا، لأنّه بالحقيقة يتعلّق بالحنين إلى الفردوس المفقود.

~الفكرة الرئيسة~

يسود جوٌّ من التفاؤل في هذه القصيدة التي تتمحور حول موضوعَين:إرتداد الشعوب وتمركُز الدين في أورشليم.عندما تصبح هذه الأخيرة محجًّا يستقطب جميع الشعوب،من البديهيّ أن تتحوّل إلى محور العالم،وفيها سيتّخذ الربّ له مقرًّا لينشر كلمته إلى أقاصي المسكونة وليفرض السلام الدائم بين الشعوب كافّة.نرى في الأفق وصفًا لأورشليم السماويّة حيث سيصبح الهيكل روحيًّا.

~صلاة~

في العهد القديم، خرجَتْ كلمتُكَ يا ربّ من صهيون، ومع يسوع المسيح، خرج الخلاص منها.فهو الذي جعل منها محطّ أنظار العالم، لأنّنا، بسرّ فدائه لنا، نلنا السلام الدائم.حقًّا، لا تكفي الحياة لأن نشكرك على محبّتك العظمى لنا.

~قرار اليوم~