مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
المدينة الخاطئة(إشعيا1: 21-26)
~النص البيبلي~
21كيفَ صارَتِ المدينةُ الأمينَةُ زانيةً.كانَت عامِرةً بالعَدلِ وفيها يَسكُنُ الحَقُّ.أمَّا الآنَ ففيها يسكُنُ القَتلَةُ.22فضَّتُكِ صارَت زَغَلاً وخَمرُكِ مَغشوشةٌ بماءٍ.23حُكَّامُكِ قومٌ مُتَمرِّدونَ وشُرَكاءُ لقُطَّاعِ الطُّرُق.كلُّهُم يُحِبُّ الرَّشوَةَ ويسعى وراءَ الرِّبحِ…24لذلِكَ قالَ الرّبُّ القديرُ جبَّارُ إِسرائيلَ: “سأُريحُ نفْسي مِنْ خُصومي وأنتَقِمُ مِنْ أعدائي25فأرفَعُ يَدي علَيكِ يا أورُشليمَ، أُنَقِّي زَغَلَكِ بالنَّطرُونِوأُزيلُ كُلَّ أقذارِكِ.26وأُعيدُ قُضاتَكِ إليكِ كما في الأوَّلِ، ومُرشِديكِ كما في البَداءَةِ، فتُدعَينَ مدينةَ العَدلِ، المدينةَ الأمينةَ”.
~شرح النص~
نحن بصدد نحيب على أورشليم، التي أسلمَتْ ذاتـها إلى ممارسة الطقوس الوثنيّة، ففقدت هويّتها وتحوّلت من“مدينة أمينة”إلى“مدينة زانية”، لا بل فقدت معنى حياتـها.ممّا أضفى عليها جوًّا عابقًا بالحِداد، فغدت بحالة تحاكي حالة الميت، أو أقلّه المنازع الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.أمّا سبب سقوطها فيعود إلى جسامة الضربات التي ألحقها بـها حكّامها الفاسدون.إذًا يستفيض إشعيا بالكلام عن الحالة المزرية التي آلت إليها أورشليم، ليصل بعدها إلى تدبير الربّ في حقّ المتَّهَمين، الذين أوصلوها إلى هذه الرداءة، هؤلاء غدوا قتلة يستحقّون العقاب، وبإزالتهم ستعود مدينة الربّ تنعم بلقب“المدينة الأمينة”.
إنطلاقًا من الأوصاف التي يطلقها الربّ على الفاسدين، نلاحظ التفاقم المطّرد في إقتراف الشرّ:فهم زناة في مرحلة أولى، ولكنّهم يصبحون قتلة في مرحلة لاحقة.كما ينتقلون من مزيّفي المال والخمر إلى قطّاع طرق، ومن محبّي الرشوة إلى الغنى غير المشروع.وبالتالي، فإن صنع الشرّ يشبه كرة الثلج التي تتدحرج وتعظم، فتبدأ صغيرة وتصبح خطيرة.
لقد أصبح حكّام المدينة المتمرّدون خصومًا للربّ، إذ لكلّ خطيئة بُعدان:إنسانيّ وإلهيّ.
سيقوم الربّ بعمليّة تطهيريّة جذريّة قبل أن يعيد اسم“مدينة العدل”إليها.يستعمل الكاتب إستعارة صَهر المعادن التي تؤول إلى تصفيتها وإظهارها بلا زغل.إذًا، ما يهدف إليه بعيد جدًا عن زوالها الكامل، بل المقصود بالحريّ ترميمها لتبدو بحلّة جديدة.
~تأمل في النص~
صحيح أنّ الربّ يعطي الانسان حرّية التصرّف، ولكن حين يستغلّ هذا الأخير منصبه ليحوّل مفاهيم العدل والاستقامة رأسًا على عقب، فيأكل خبز الفقير والمستضعَف، ويحكم بالرشوة وتزوير الحقّ، حينها يتدخّل الربّ لا محالة، لدرجة أنّه لن ينتظر صراخ المظلوم نحوه، بل هو ذاته يرى ويسمع ويشعر ويفتقد، لأنّه لا يمكنه أن يناقض طبيعته المـُحِبَّة.
~الفكرة الرئيسة~
عندما لا يحافظ الحكّام على الوديعة الإلهيّة التي ائتُمنوا عليها،بل يستغلّون مركزهم ونفوذهم ليعبثوا بالحقّ والعدل،ويستغنوا بصورة غير مشروعة،يمكن ببساطة أن تُستبدَل أسماؤهم بقطّاع طرق،أو مرتشين لا يهمّهم سوى الطمع والجشع.ولكنّهم أغفلوا عن أنّ الربّ يتدخّل بعمليّة إنقاذيّة ليُريح الشعب منهم،ويطهّر المدينة من أقذارهم.
~صلاة~
أنت يا ربّ فاحصُ القلوب والكِلى، وأنت تدرك جيّدًا كم أظمأ إلى خلاصك، فتعالَ ورمّم نفسي التي تتوق إلى عدلك وحقّك.
~قرار اليوم~
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/