مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

تخفيف العقوبة(إشعيا1: 18-20)

~النص البيبلي~

18ويقولُ الرّبُّ: “تَعالَوا الآنَ نتَعاتَبُ.إنْ كانَت خطاياكُم بِلَونِ القِرمِزِ، فهيَ تَبيَضُّ كالثَّلجِ‌؟ وإنْ كانَت حمراءَ غامِقَةً، فهيَ تصيرُ بـيضاءَ كالصُّوفِ؟19لو كُنتُم سَمِعْتُم لي، لأكَلتُم خيراتِ الأرضِ.20ولكِنَّكُم رفَضتُم وتمَرَّدتُم عليَّ فكُنتُم طَعامًا للسَّيفِ”.أنا الرّبُّ تكلَّمَ.

~شرح النص~

عندما يتمّ الإفصاح عن الجريمة، يُفترَض أن يليه تقرير عن العقوبة.وبالواقع، فإنّ تحديد الجريمة يستوجب الإدانة، التي تعني رفض مثل هذا الفعل، الذي يؤذي الآخر.وفي نصّ إشعيا، يأتي العقاب كنتيجة حتميّة للخطيئة.والربّ هو القاضي الذي يملك القوّة الشرعيّة، والذي من المتوقّع منه، طبقًا للقوانين المرعيّة، وبعد أن يكتشف الذنب، أن يُصدِر العقوبة ويُطبِّق القانون الجنائيّ.من المتعارَف عليه، أن تكون العقوبة متناسبة مع خطورة الجريمة، ولكن نتبيّن أنّ منطقه يبدو مغايرًا للأصول القضائيّة، والعمل بموجبها لا يصلح تطبيقها من قبله، بل يتبنّى إجراءات مغايرة وتخصّه وحده من دون سواه.

وعليه، فإنّ بني إسرائيل المتمرّدين، تبعًا لإشعيا1: 2–4، الذين يتنكّرون لكلّ ما صنعه الربّ لهم، يستحقّون حسب الشريعة، عقوبة الإعدام(راجع تثنية21: 18–21).ولكن، تظهر الجدّة في تصرّف الربّ من خلال ما يقترحه هو، المدّعي، على المدَّعَى عليهم؛ إنّه يدعو خصومه للنقاش، فهو مستعدٌ لأن يمنحهم الغفران الكامل، إن هم“اغتسلوا وتطهّروا وأزالوا شرّ أعمالهم وكفّوا عن الإساءة ومارسوا العدل” (إشعيا1: 16–17).

فإذا كانت الخطيئة وضعت حدًّا فاصلاً بين الانسان والربّ، ها هو الربّ يزيل هذا العائق، ويتنازل إلى مستوى الخاطئ ويعرض عليه تجديد العلاقة معه، ليعود ويتنعّم بحبّه له ورحمته تجاهه.فما أعظم تنازلك يا ربّ حتّى انتهى بك الأمر لأن“أخليت ذاتك”في سبيل الانسان.

~تأمل في النص~

يرى الربّ جيّدًا جسامة الخطايا التي تشبه القرمز، أي الصبغة الشديدة الحمرة التي يستحيل إزالة بقعها من الثياب.ولكن في الوقت عينه، هو مستعدٌ لأن يمنح الانسان الغفران ويعيد بـهاء صورته إلى ما كانت عليه قبل أن تلطّخها الخطيئة، شرط أن يبرهن له هذا الأخير عن حسن نيّته وعن رغبته في التجاوب مع ندائه له.

~الفكرة الرئيسة~

لا يكتفي الربّ بألاّ يُطلِق أحكامًا قضائيّة متناسبة مع خطورة الخطايا المقترفة ضدّه،بل يفسح المجال للانسان ليتناقش معه،بغية العودة إليه.ولكن عندما يتشبّث هذا الأخير في تمرّده وفي استغنائه عن خالقه،فما عليه سوى أن يتحمّل كلّ الأضرار الناتجة عن قراره.

~صلاة~

أشكرك يا يسوع مخلّصي، لأنّك بدمك الثمين محوتَ حمرة خطاياي وبيّضتَها كالثلج.أعطني أن أحافظ على هذا النقاء الذي دفعتَ ثمنه غاليًا جدًا، إغسلني دائمًا من إثمي، واخلق فيَّ قلبًا طاهرًا يليق بكَ.

~قرار اليوم~