مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

فَتِّشوا كتابَ الرّبِّ‌وا‏قرأُوا(إشعيا34: 5-17)

~النص البيبلي~

‌5فيَرتَوي في السَّماءِ سَيفي وينزِلُ بالعِقابِ على أدومَ،‌على شعبٍ قَضَيتُ بالحُكمِ علَيهِ.6سيفُ الرّبِّ مُمتَلئٌ مِنَ الدَّمِ، مِنْ دَمِ الخِرافِ والتُّيوسِ، ومِنْ شَحمِ كلَى الكِباشِ...7فتَسقُطُ الشُّعوبُ كالثِّيرانِ، كالعُجولِ والبقَرِ الوحشيَّةِ، وتُروَى الأرضُ مِنَ الدَّمِ ويَسمَنُ التُّرابُ مِنَ الشَّحمِ.8هوَ يومُ ا‏نتقامٍ لِلرّبِّ، وسنَةُ جَزاءٍ للمُدافِـعِ‌عَنْ صِهيَونَ.9أنهارُ أدومَ تَنقَلِبُ زِفتًا ويكونُ تُرابُها كِبريتًا وأرضُها زِفتًا مُشتَعِلًا.10لا تَنطفئُ ليلًا ولا نهارًا، ودُخانُها‌يصعَدُ مدَى الأيّامِ.مِنْ جيلٍ إلى جيلٍ تُخرَبُ، وإلى الأبدِ لا يَعبُرُها أحدٌ...16فَتِّشوا كتابَ الرّبِّ‌وا‏قرأُوا، فشَيءٌ مِنْ قَولِه لا يَضيعُ.فمي يَنطِقُ بما أمرَ بهِ، وروحُهُ هيَ الّتي تُؤَلِّفُ...

~شرح النص~

في إطار رؤيا حرب الرب(الروحية)ضد الوثنيين(وهنا أدوم)، بدا سيف الرب(آية5)كأنه شخص حيّ شربَ الخمر فارتوى وسكر.نلاحظ هذه الصور البشرية القاسية التي يسقطها الانسان على الله والتي تفيض في قلب الانسان المظلوم حقدًا.أدوم شعب يقيم جنوبي شرقي البحر الميت.هو النموذج الأول للأمم المعادية لأرض يهوذا.الثيران والعجول والبقر الوحشية في آية7استعارة ترمز إلى مختلف فئات المحاربين.آية9تذكّرنا بما حدث لسدوم وعمورة(تكوين19: 23–29، تثنية29: 22):هو انتقام جذري.نار أرضها لا تنطفئ(آية10)وهذا يعبّر عن العقاب والدينونة.ولكن تتحوّل الصورة السلبية إلى ايجابية حين يرد ذكرُ“كتاب الرب” (آية16)وهو يضم أقوال إشعيا، ويتضمن نداءً.فحين يقرأه الأدوميون سيدخلون في مخطط الله ولعلّهم يتوبون.

~تأمل في النص~

من يزرع الشر يحصد الشر، ومن يزرع الخير يحصد الخير.وحدة نوع الزرع والحصاد قانون ثابت في الطبيعة، وفي عالم الإنسان.والعناية الإلهية التي تدير الكون تحقّق هذا.يغفر الرب للتائب النتائج الروحية التي ترتّبت على عمل الشر، أما النتائج المادية فتبقى لأنها ترعى العدالة الاجتماعية.

في الآية16، نجد العناصر المحيية والمفيدة التابعة للعمل الإلهي: “فم الرب”و”روحه”؛ بشارة تنبئ بـ”الأسلحة”التي استخدمها يسوع من أجل تتميم العمل الخلاصي.أي إنه من خلال سيف الكلمة بالتحديد ونار الروح أُعطينا حياةً جديدة مزدهرة.من يقرأ كلام الرب لا يمكن أن يبقى على ما كان عليه قبل القراءة.لأنه ”كما ينزِلُ المَطَرُ والثَّلجُ ولا يَرجِعانِ ثانيةً إلى السَّماءِ ، بل يرويانِ الأرضَ ويَجعَلانِها تجودُ فتُنبِتُ نَبْتًا وتُعطي زَرْعًا...، كذلِكَ تكونُ كَلِمَتي، تِلكَ الّتي تخرُجُ مِنْ فمي...”، يقول الرب في إشعيا55: 10–11.

~الفكرة الرئيسة~

مثلما يزرع الإنسان يحصد،وكلمة الرب تغيّر المعادلات.

~صلاة~

إلهي!اجعل كلمتك تثمر في قلبي وفي حياتي، ايمانًا ورجاءً وحبًا صادقًا لك ولأخوتي، وتغيّرني بتجديد عقلي فأعرفَ ما هي مشيئتك القدوسة(رومة12: 2).

~قرار اليوم~