مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

والأمَمُ الّتي أهلكَها آبائي هل أنقَذَتْها آلِهَتُها؟

(إشعيا37: 8-13)

~النص البيبلي~

...9...قيلَ للمَلِكِ(مَلِك أشور)إنَّ تِرهاقةَ ملِكَ كوشَ‌خرَجَ لمُقاتَلَتِهِ فأرسَلَ وفدًا إلى حِزْقيَّا يقولُ:10”لا تدَعْ إلهَكَ الّذي تـتَّكِلُ علَيهِ يخدَعُكَ بقولِهِ لكَ:لنْ تسقُطَ أورُشليمُ في يَدِ مَلِكِ أشُّورَ.11فأنتَ ولا شَكَّ سَمِعتَ بما فعَلَ مُلوكُ أشُّورَ بجميعِ البُلدانِ وكيفَ دَمَّروها‌، فهل تنجو أنتَ؟12والأمَمُ الّتي أهلكَها آبائي هل أنقَذَتْها آلِهَتُها، كجوزانَ وحارانَ وراصَفَ وأبناءِ عَدنَ الّذينَ في تَلسارَ؟‌13أينَ مُلوكُ حماةَ وأرفادَ ومدينةِ سَفروايِمَ وهَينَعَ وعُوَّةَ؟”‌.

~شرح النص~

تخبرنا الآيات الأولى أن جيشًا جاء من كوش(جنوب مصر)لمقاتلة أشور(آية9)، أي لمساعدة أورشليم، وأن سنحاريب، ملك أشور، يستعد لمواجهته؛ يقترب سنحاريب من أورشليم برفقة قواته، لكنه لا يزال يحاول بطريقة دبلوماسية إخضاع المدينة.فيقول لحزقيا ملك يهوذا: “لا تدَعْ إلهَكَ...يخدَعُكَ” (آية10).لكن في الحقيقة ليس الله هو من يخدع حزقيّا بل حاشيته التي تتكل على قوة مصر ومساعدتها كما رأينا في الآية9.ويشبّه سنحاريب إله اسرائيل بالآلهة الغريبة التي لم تستطع أن تخلّص شعبها، كما حصل في جوزان التي تقع في العراق، وحاران(حرّان الحالية)التي تقع غربيّ جوزان، وراصف الواقعة بين تدمر والفرات...فيقول لحزقيّا إنه إنْ لم تستطع جميع الآلهة ان تخلّص هذه المدن، فلا تدعْ إلهك يخدعك بدوره.

~تأمل في النص~

“أربابُ الأمَمِ فِضَّةٌ وذَهَبٌ مِنْ صُنْعِ أيدي البشَرِ. لها أفواهٌ ولا تَنطِقُ، ولها عُيونٌ ولا تَرى. لها آذانٌ ولا تَسمَعُ، وما في أفواهِها نَسْمةُ حياةٍ. مِثلُها يكونُ صانِعوها وجميعُ المُتَّكِلينَ علَيها” (مزمور135: 15–18).أما نحن فلنا إله واحد قدّوس ولا مثيل له بين الآلهة، عليه وحده نتّكل؛ إله“يسمع”صراخنا و”يرى”شقاءنا وآلامنا فيأتي لنصرتنا و”ينطق”بالعدل والحق ويدافع عنا وكلمته سيف ذو حدّين بأيدينا(مزمور149: 6).

إن تاريخ حياتنا وعلاقتنا مع الله يحدّثاننا عن أمانة الله وقدرته، وهذا هو البرهان العملي، أن الله يعمل في وقت الشدة ويتفاعل مع ظروف أتقيائه الصارخين إليه.

~الفكرة الرئيسة~

نحن لا نتّكل على آلهة من صنع أيدي البشر،بل اتكالنا على الله أبينا الأمين لوعوده إلى جيل فجيل.

~صلاة~

لقد آمنت بك يا رب فزدني ايمانًا، وعليك اتكلت يا إلهي فزدني اتكالًا، وإني أحبك يا رب فزد حبي اضطرامًا... (صلاة البابا كليمنضوس الحادي عشر).

~قرار اليوم~