مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
علَيكَ اعتِمادي(إشعيا38: 9-20)
~النص البيبلي~
9وهذا ما كتبَهُ حِزْقيَّا بَعدَما مرِضَ وشُفيَ مِنْ مَرضِهِ:10قلتُ في عِزِّ أيّامي:أنا ذاهِبٌ إلى عالَمِ الأمواتِ لأنَّ الرّبَّ حَرَمني بقيَّةَ أيّامي.11قُلتُ لنْ أرى الرّبَّ في أرضِ الأحياءِ، ولن أنظُرَ البشَرَ بَعدُ عِندَ سُكَّانِ الفانيةِ.12إنقَلَعَ مَسكِني وانتَقَلَ عنِّي كخَيمةِ الرَّاعي وكالحائِكِ طَوَيتُ حياتي وقطَعتُها مِنَ النَّولِ.نهارًا وليلًا تُفنيني،13وأصرُخُ حتّى الصَّباحِ.كالأسدِ يُهشِّمُ عِظامي ونهارًا وليلًا تُفنيني.14أُزَقزِقُ كالسُّنونةِ وأهدِلُ كالحمامةِ، ومِنَ النَّظَر إلى العَلاءِ تَعِبَت عينايَ.مُتَضايِقٌ أنا يا ربُّ، وعلَيكَ اعتِمادي.15ماذا أقولُلتَستَجيبَ وأنتَ الّذي فعَلَ؟ أقضي جميعَ أيّامي بنَفسٍ كُلُّها مَرارةٌ.16قلبي لأجلِكَ يحيا، لأجلِكَ وحدَكَ يا ربُّ.فاشفِني وأطِلْ حياتي17لتَصيرَ مَرارتي هناءً.أنتَ الّذي حَفِظْتَ نفْسي مِنْ هاويةِ الهلاكِ، وطَرَحتَ وراءَ ظَهرِكَ جميعَ خطايايَ...
~شرح النص~
يمكننا ان نقسم هذا النشيد إلى شقّين:الأول الآيات9–14والثاني الآيات15–20.يعبّر حزقيّا في القسم الأول عمّا في قلبه من حزن وقلق، خصوصًا أن لا ابن له يخلفه في المُلك.قلقٌ أمام موت يأتي قبل أوانه.فيمثّل الموت بصور عديدة:صورة خيمة الرعاة المنقلعة والمرمية بعيدًا، وصورة حبل القماش الذي قطعها الحائك ما إن حاكها(آية12).صورة الأسدِ الذي هشَّمَ عِظامه(آية13)، وكالسنونة والحمامة ينوح(آية14).
ينتهي القسم الأول من النشيد بآية مفصلية: “يا ربّ، علَيكَ اعتِمادي”!هي بمثابة جسر يقودنا إلى القسم التالي.
حزقيّا ينتظر جوابًا من الله: “ماذا أقولُلتَستَجيـبَ...؟” (آية15).فيتبدّل المشهد في الآية16من اليأس والمرارة إلى الرجاء.يتكلم الملك ثلاث مرات عن“الحياة”فالرب لا يريد الموت لأحبّائه بل أن يحيوا معه.لقد غفر له جميع آثامه(آية17).
~تأمل في النص~
عندما بدأ حزقيّا الصلاة كان غارقًا في حالة من اليأس والقلق، وبينما هو يصلّي، تحوّل من دون أن يشعر، من الداخل، من هذه الحالة المزرية إلى الرجاء والفرح.هكذا هي الصلاة!وقد قالها لنا يسوع: “تَعالَوا إليَّ يا جميعَ المُتعَبـينَ والرَّازحينَ تَحتَ أثقالِكُم وأنا أُريحُكُم” (متى11: 28).الصلاة تُدخلني في صلة مع الله، ولاشعوريًا ودون أن أدري، لن تكون نهاية صلاتي كبدايتها بل هي تحوّلني، من حالة اللوم والعتب إلى الحب والتعزية، من حالة الخوف إلى طلب الحماية والاطمئنان، من حالة الخطيئة إلى الاقتداء بالمسيح والشعور بالتوبة، من...إلى...وإن لم تفعل لا تكون صلاة بل تمحورًا حول ذاتي.
~الفكرة الرئيسة~
كيفما كنت،ومهما قلت،فمتى صليت أكون في صلة مع الله،والنور يغمرني.
~صلاة~
إلهي!لا تسمح أن أبتعد عنك بسبب يأسي أو حالتي المزرية.يا رب، أرغب أن أتّحد بك إلى الأبد.أما اليوم والآن، فلا شيء يفصلني عن حبك.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/