مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
توقُّف الوقت(إشعيا38: 1-8)
~النص البيبلي~
38وفي تلكَ الأيّامِ مرِضَ حِزْقيَّا مرَضًا أشرَفَ بهِ على الموتِ، فجاءَهُ إشَعيا بنُ آموصَ النَّبيُّ وقالَ لَه: “يقولُ الرّبُّ:ضَعْ وصيَّتَكَ لأهلِ بَيتِكَ لأنَّكَ تموتُ ولا شِفاءَ لكَ”.2فأدارَ حِزْقيَّا وجهَهُ إلى الحائِطِ وصلَّى إلى الرّبِّ3وقالَ“أُذكُرْ يا ربُّ كَيفَ سِرتُ أمامَكَ بالحقِّ وسلامةِ القلبِ، وكَيفَ عَمِلتُ الخيرَ بحَسَبِ مشيئتِكَ”.وبكى حِزْقيَّا بُكاءً مُرًّا.4فقالَ الرّبُّ لإشَعيا:5”إِذهَبْ وقُلْ لِحِزْقيَّا:يقولُ لكَ الرّبُّ إلهُ داوُدَ أبيكَ:سمِعتُ صلاتَكَ ورأيتُ دُموعَكَ، وها أنا أُطيلُ أيّامَكَ خَمسَ عشْرَةَ سنَةً6وأُنقِذُكَ مِنْ يدِ مَلِكِ أشُّورَ وأحمي هذِهِ المدينةَ.7والعَلامةُ على أنِّي أُحقِّقُ ما أتكلَّمُ بهِ8هوَ أنِّي أردُّ الظِّلَّ على الدَّرَجاتِ الّتي بناها المَلِكُ آحازُعَشْرَ دَرجاتٍ إلى الوراءِ.فرَجَعتِ الشَّمسُ بِظلِّها عَشْرَ دَرجاتٍ كانَت نَزَلَتْها”.
~شرح النص~
مرض حزقيّا(آيات1–8)، فرفع إلى الله صلاةً(آيات9–20)على شكل مزمور.بدا حزقيّا في ثقته بالله، بسيطًا بساطة الأطفال، مثل داود.وتجاوب الرب مع هذه الثقة ووعده بالشفاء بفم إشعيا.أُعطي حزقيّا وعدين:امتداد حياته خمس عشرة سنة(آية5)، وحماية المدينة(آية6).وأُعطي علامة تدلّ على تحقيق الوعدين: “أردُّ الظِّلَّ على الدَّرَجاتِ” (آية8).هو يتكلّم إمّا عن ساعة شمسية تدلّ على الوقت بطول الظل، إمّا عن سلَّم يصل إلى العلية.والمعنى في كلتا الحالتين هو:إن كان الرب قادر أن يُرجع الزمن إلى الوراء، فكم بالأحرى هو قادر أن يشفي حزقيّا ويحمي المدينة!
~تأمل في النص~
ربّما توقُّف الزمن في هذا النص يريدنا أن نخطو خطوة صوب الأبدية الموصوفة بالـ”اللازمن”، لا بل هي الوقت الموهوب لنا من الرب.والأبدية تبدأ من اليوم.ما أجمل أن نعيش حياتنا وكأنه في الوقت نفسه اليوم الأول للخلق واليوم الأخير لنا في هذا المنفى، عندها نستمتع بكل لحظة نعيشها ونعطيها قيمتها، عندها نعي أهمية لقائنا بالأخ والأب والأم والصديق والزميل والمريض، إلخ.، عندها يكون حضورنا نوعيًّا وفعّالًا وحقيقيًا، لا حضورًا صُوَريًا يلهينا عنه ألف انشغال آخر، وعندها لا نعود نضيّع الوقت في الخصامات وفي استرداد كرامة الأنا بأرخص ثمن، عندها يتحقّق قول المسيح: “إن ملكوت الله هو فيكم” (لوقا17: 21)، داخلكم وفيما بينكم...
~الفكرة الرئيسة~
اعملْ كمن يعيش أبدًا،واحضرْ كمن يموت غدًا.عشْ اللحظة الآنية بوعي وحضور وحبّ،فتزرع الفرح والسلام والأخوّة في ما حولك وتساهم في مجيء الملكوت الآن وهنا.
~صلاة~
ربّي، سامحني لأني لست دائمًا حاضرًا أمام حضورك، ولا أكون حاضرًا أمام حضور قريبي.والخاسر الوحيد، يا رب، في كل ذلك هو أنا.لأني أجعل، بهذه الطريقة، الحياة والأوقات السعيدة تفوتني، وأُعمى عن رؤية زمن افتقادك لي.أرجوك، افتحْ عيوني كي أرى حضورك في حياتي وفي الأشخاص حولي.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/