مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مِنْ أجلِ داوُدَ عبدي(إشعيا37: 30-38)

~النص البيبلي~

30ثُمَّ قالَ إشَعيا لحِزْقيَّا: “...33...يقولُ الرّبُّ على مَلِكِ أشُّورَ:لن يدخُلَ هذِهِ المدينةَ، ولا يرمي إليها سَهمًا، ولا يتقدَّمُ علَيها بتُرسٍ، ولا ينصِبُ علَيها مِترَسةً.34لكنْ في الطَّريقِ الّتي جاءَ مِنها يرجِـعُ، وإلى هذِهِ المدينةِ لا يدخُلُ.35فأحمي هذِهِ المدينةِ وأُخلِّصُها مِنْ أجلي ومِنْ أجلِ داوُدَ عبدي”.36وخرَجَ ملاكُ الرّبِّ وقتَلَ مِنْ جيشِ أشُّورَ مئَةَ ألفٍ وخمسةً وثمانينَ ألفًا.فلمَّا طلَعَ الصَّباحُ كانوا جميعًا جُثَثًا هامِدةً.37فا‏نصرَفَ سنحاريبُ ملِكُ أشُّورَ راجِعًا إلى عاصِمَتِهِ نينوى.38وفيما هوَ ساجدٌ في معبَدِ نِسروخَ إلهِهِ، قتَلَهُ أدرَمَّلِكُ وشَرآصَرُ ا‏بناهُ بالسَّيفِ وهرَبا إلى أرضِ أراراطَ‌.وملَكَ آسَرحَدُّونُ ا‏بنُهُ مكانَهُ‌.

~شرح النص~

لن يدخل سنحاريب، ملك أشور، مدينةَ أورشليم ولن يدمّرها لا كرامةً لملكها ولا كرامة لشعبها بل“من أجلي”، يقول الرب، كرامةً لنفسه ثم كرامةً لوعده لداود الذي حلف له بأنه سيحفظ له رحمته ويبقى عهده له أمينًا ويكون له عرش ونسل للأبد(مزمور89: 29–30).داود نموذج لأي حاكم يقيم الخلقية الإلهية في حكمه.ثم يتكلم النص عن مقتل جيش أشور فيغدون“جُثَثًا هامِدةً” (آية36)، وهنا نشير إلى ما جاء عن حديث المؤرّخ اليوناني هيرودوت(141: 2)عن وباء حلّ بجيش الأشوريين في مصر في تلك الفترة.والمفارقة هي ان حزقيّا مضى إلى الهيكل ومن هناك أخذ القوة(آية1و14)، أما سنحاريب فمضى إلى معبد إلهه وهناك قُتل(آية38)على يد ابنيه اللذين هربا إلى أراراط التي تقع شمال أشور في أرمينيا الحالية.

~تأمل في النص~

على طول صفحات الكتاب المقدس، يتكرّر التذكير بعهد الرب مع شعبه وأمانته لكلمته التي قالها لابراهيم واسحق ويعقوب ثم لموسى وداود و...و...إلخ.هذا الاله لنا معه تاريخ.تاريخ أجدادنا وآبائنا.إذا سألناهم يخبروننا عن أمانته لوعوده.ونحن بدورنا لنا قصة مع الرب، وماضينا يشهد أنه لم يتركنا يومًا تائهين وحدنا، لذلك تاريخنا وماضينا شاهدان وعلامتان عن أن الرب لم ولن يتخلى عنّا.وهذا هو رجاؤنا وقوتنا في كل أزمة نقع فيها.

لم يفرح الله بما جرى لسنحاريب، وكان يفضّل أن يعرفه ويتعرّف على حبه ومراحمه.قلب التقي خالٍ من حب الانتقام، هو مليء من الحب والرحمة.

~الفكرة الرئيسة~

اقرأوا الكتاب المقدس واتّعظوا وانظروا ماذا فعل الرب مع آبائكم.أو اسألوا أجدادكم وآمنوا أن الرب لم ولن يتغيّر في تصرّفه مع شعبه.سيبقى أمينًا من جيل إلى جيل معنا.

~صلاة~

إلهي!انت صخرتي التي أثبّت عليها قدميّ فلا أتزعزع وأنت ضمانتي في هذه الحياة.فحتى لو تركني أبي وأمي أنت لن تتركني(مزمور27: 10).

~قرار اليوم~