مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

أنا القدّوس وشعبي مقدّس(إشعيا37: 21-29)

~النص البيبلي~

21فأرسَلَ إشَعيا بنِ آموصَ إلى حِزْقيَّا المَلِكِ يقولُ لهُ: “إِستَجابَ الرّبُّ إلهُ إسرائيلَ لِصَلاتِكَ”،22وهذا ما قالَهُ على سنحاريبَ مَلِكِ أشُّورَ: “تَزدَريكَ وتسخَرُ مِنكَ البِكرُ ا‏بنَةُ صِهيَونَ، تَميلُ برَأسِها عَنكَ ا‏بنَةُ أورُشليمَ.23مَنْ عَيَّرْتَ وعلى مَنْ جَدَّفتَ؟ على مَنْ رفَعتَ صوتَكَ وإلى مَنْ تَطَلَّعتَ شامِخًا بعَينَيكَ؟ أنا قُدُّوسُ إسرائيلَ.24أنا الرّبُّ الّذي عَيَّرتَهُ على لِسانِ رِجالِكَ وقلتَ مُتَفاخرًا:بكلِّ مَراكبي صَعِدتُ رُؤوسَ جِبالِ لبنانَ، وقطَعتُ أطوَلَ أرزِهِ، وأفضَلَ سَرْوِهِ، ووَصَلتُ إلى أقصى أعاليهِ وإلى مَجاهِلِ غابِهِ.25وحَفَرتُ آبارًا في ديارٍ غريبةٍ‌، وجَفَّفتُ ببَطنِ قدَمي جميعَ أنهارِ مِصْرَ.26والآنَ فا‏سمَعْ:أنا هوَ الّذي تصوَّرَ هذا كُلَّهُ ودبَّرَهُ مِنْ قديمِ الزَّمانِ وأنجَزَهُ على يَدِكَ في الزَّمنِ الحاضِرِ لهَدْمِ المُدُنِ المُحصَّنَةِ حتّى تصيرَ تِلالًا مِنَ الحجارةِ27فيما سُكّانُها أيديهِم قصيرةٌ، عاجِزونَ مُخزَونَ كعُشبِ الحقلِ وكالنَّباتِ الأخضَرِ وحشيشِ السُّطوحِ الّذي يلفَحُهُ الرِّيحُ قبلَ نُمُوِّه.‌

28”ولكنِّي عالِمٌ بقيامِكَ‌وقُعودِكَ، وخُروجِكَ ودُخولِكَ، وهَيجانِكَ عليَّ29وعَجرَفَتِكَ الّتي وصلَ خبَرُها عاليًا إلى أذُنَيَّ.ولذلِكَ أضَعُ حَلقَةً في أنفِكَ ولِجامًا بَينَ شَفَتَيكَ، وأرُدُّكَ في الطَّريقِ الّتي جِئتَ مِنها”.

~شرح النص~

هذه قصيدة إشعيائية وردت في2ملوك19: 20–34.يجيب إشعيا النبي على رسالة حزقيّا السابقة مؤكّدًا له استجابة الله لصلاته.ثم يتوجّه برسالته إلى سنحاريب ملك أشور، ويتكلّم عن أورشليم وسكانها(ابنة صهيون البكر، وابنة اورشليم)فتصير شخصًا حيًّا تكلّمه وتهزأ به وتمثّل قدوس اسرائيل(آية23)، ومنه تأخذ كل قدرتها.فـ”القدّوس”مشتقة من فعل قدّس(ق د ش)ومعناه انه ينفصل عن سائر الآلهة والشعوب الخاطئة؛ ويتمنى أن يجتذب شعبه إلى قداسته، بحيث يكونون شعبًا مقدّسًا، منفصلًا عن عادات الشعوب الوثنية الأخرى...وينتهي القول النبوي بتهديد آخر لسنحاريب: “أرُدُّكَ في الطَّريقِ الّتي جِئتَ مِنها” (آية29).

~تأمل في النص~

يقول الرب يسوع:كونوا قدّيسين كما أن آباكم السماوي قدّوس(متى5: 48).نحن، الخطأة المساكين، نستمدّ من الله القدوس كل بر وقداسة.وفي هذه الآية المذكورة من إنجيل متّى يُعرّفنا يسوع بدعوتنا إلى القداسة.فهو“اختارَنا قَبلَ إنشاءِ العالَمِ لِنكونَ عِندَهُ قِدِّيسينَ بِلا لَومٍ في المَحبَّةِ” (أفسس1: 4).خُلقنا لنكون على صورته ومثاله، أبناءً له.هذه هي هويتنا، نحن أبناء الملك، والمسيح قد حرَّرَنا وعلينا بالتالي أن نتصرّف فعلًا كأبناء أحرار، لا كعبيد مكبّلين بشهواتنا وأوثاننا وخطيئتنا.

~الفكرة الرئيسة~

دعانا الله منذ البدء لأن نكون قديسين على مثاله،وكل حياتنا توقٌ إلى هذه الهوية،ومعركة روحية لاستعادتها.فمن قداسته نستمد قداستنا.

~صلاة~

إلهي!ارفع لك صلاتي مع القديسة تريزيا الطفل يسوع:أيّها الثالوث الطوباويّ، أرغب في أن أتمّم مشيئتك كاملة...بكلمة واحدة أرغب أن أكون قدّيسًا...

~قرار اليوم~