مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

يوم 92 من إجمالي 365

عظمة الربّ(إشعيا40: 9-17)

~النص البيبلي~

9إصعَدوا على جبَلٍ عالٍ يا مبُشِّري صِهيَونَ‌!إرفَعوا صوتَكُم مُدوِّيًا، يا مُبَشِّري أورُشليمَ!إرفَعوهُ ولا تخافوا.قولوا لمَدائِنِ يَهوذا:ها هوَ الرّبُّ إلهُكُم10آتٍ وذِراعُهُ قاضيةٌ.تتَقدَّمُهُ مُكافأتُهُ لكُم ويحمِلُ جَزاءَهُ معَهُ.‌11يَرعى قُطعانَهُ كالرَّاعي ويجمَعُ صِغارَها بذِراعِهِ، يحمِلُها حَملًا في حِضنِهِ ويقودُ مُرضِعاتِها على مَهلٍ.‌12مَنْ كالَ البحارَ‌بكفِّهِ وقاسَ السَّماواتِ بالشِّبرِ؟ مَنْ كالَ بالكيلِ تُرابَ الأرضِ وقَبَّنَ الجبالَ بالقَبَّانِ ووَزَنَ التِّلالَ بالميزانِ؟13مَنْ أرشَدَ روحَ الرّبِّ، أو كمُشيرٍ‌لَه علَّمَهُ؟14مَنِ ا‏ستَشارَهُ الرّبُّ فأفهَمَهُ وهَداهُ سبـيلَ العَدلِ؟ مَنْ لَقَّنَ الرّبَّ معرِفةً وأراهُ طريقَ الفَهْمِ؟15ها الأُمَمُ كنُقطَةٍ مِنْ دَلْوٍ، وكغُبارٍ في ميزانٍ.وجزُرُ البحرِ‌وكُلُّ ما فيها كذرَّةٍ مِنَ التُّرابِ تُنفَضُ،16ولبنانُ‌غيرُ كافٍ للوَقودِ ولا حيوانهُ للمُحرَقةِ.17جميعُ الشُّعوبِ عِندَهُ كلا شيءٍ وفي حُسبانِهِ عدَمٌ وفَراغٌ.

~شرح النص~

يبيّن هذا النصّ عظمة الربّ.يدعوه الكاتبُ، في آية10 “الربّ الإله”، وفي الأصل العبريّ“السيّد الربّ”، وذلك للتأكيد على أنّ السيادة ليست لبني البشر، إنّما هي للربّ وحده.يصوّر هذا النصّ الربّ قائدًا آتيًا من الحرب إلى مدائنه بعد نصر ليعلن قوّته.يأتي ليرى ما إذا كانت المدائن التي تزعم أنّها له، ما إذا كانت أمينة.

صورة“الذراع القاضية”، أو الذراع التي تحكم، فيها تشديد كبير على أنّ الربّ إنّما هو قاضي الأرض وحاكمها.إنّ التوكيد على هذا الأمر يأتي في تضادّ مع سقوط عظمة الانسان.فشلَ الانسانُ في الحكم، فكان ظالمـًا، وشتّت الرعيّة.هكذا قال إشعيا في بداية سفره(1: 1–31).

يذكّرنا الكاتب، بعد هذا، أنّ الربّ هو الخالق(آيات12–17).يعيدنا إلى تكوين1: 1–2: 4، حيث كلّ شيء على الأرض وفي السماء مِن خَلْق الله وحده، وقد رتّب كلّ الأشياء بحكمته.أمام الربّ الخالق، وسيّد الأرض، ما الانسان إلاّ ذرة من غبار وتراب.

~تأمل في النص~

كم ينبغي لنا أن ندرك ترابيّتنا.أمام ما نراه في هذا الكون من شرور، غالبًا ما يكون الانسانُ وراءها، أمام الحروب، واستبداد الأقوياء بالضعفاء، واستغلال الأمم، التي تدّعي أنها من بلدان“العالم الأول”، لخيرات الأرض لغايات مادّية واقتصاديّة بحتة، من دون أن تلتفت إلى ما تخلّفه أفعالها من بؤس وألم، يذكّرنا نصّ إشعيا هذا، بأنّ للأرض سيّدًا ليس مثلنا، بل هو ذاك الذي أسس الأرض على قاعدة المحبّة والعناية.

يلفتنا، في هذا السياق، ما يقوله الكاتب عن الربّ، في تشبيهه إيّاه بالراعي الذي يهتمّ بصغار الغنم ويحملها على ذراعه ويرعى قطعانه بتؤدة وعناية فائقة.الربّ هو راعينا الحقيقيّ، وإذا أردنا أن نكون رعاة، فهو مثالنا في الخدمة التي سوف يقول فيها إشعيا لاحقًا، إنّها تفانٍ حتّى الموت.

~الفكرة الرئيسة~

الربّ الخالق هو السيّد والقاضي، وله الحكم والقوّة.غير أنّ قوته، بخلاف قوّة الناس، تتكشّف في الرعاية، ولا سيّما رعاية الضعاف.

~صلاة~

اجعلنا اللهمّ حملانًا في قطيعك، وارعنا برأفتك ومحبتّك.وأرشدنا إلى سبيلك، حتّى إذا شئت أن تجعلنا نحن رعاة للإخوة، نكون على صورة محبّتك القصوى.

~قرار اليوم~

يوم 91يوم 93

عن هذه الخطة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More

نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/