مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

الربّ يحاكم الأمم ويعلن مجيء مسيحه(إشعيا41: 21-29)

~النص البيبلي~

21قدِّموا دَعواكُم يقولُ الرّبُّ وحُجَجَكُم يقولُ ملِكُ يَعقوب.22قدِّموها وأوضِحوا ما يحدُثُ.أعلِمونا ما جرَى مِنَ البَدءِ‌فنَتَأمَّلَهُ ونعرِفَ مُنتَهاهُ.أو أسمِعونا الأحداثَ الآتيةَ.23أعلِنوا لنا ما سيأتي مِنْ بَعدُ، فنَعلَمَ أنَّكُم آلِهةً.إعمَلوا خَيرًا أو شَرًّا فنَنظُرَ جميعًا ونرَى24أنَّكُم أنتُم كلا شيءٍ، وأنَّ أعمالَكُم كالعَدَمِ ومَلعونٌ هوَ الّذي يختارُكُم.25أُنهِضُهُ مِنَ الشَّمالِ فيَأتي، ومِنْ مَشرِقِ الشَّمسِ أُنادي با‏سمِهِ.يَطَأُ الحُكَّامَ كأنَّهُم وَحْلٌ، ومِثلَ الخَزَّافِ يَدوسُهُم كالطِّينِ.‌26مَنْ أوَّلُ مَنْ أخبرَ حتّى نَعلَمَ ومَنْ قبِلَ حتّى نقولَ هوَ صادِقٌ؟ ما مِنْ مُخبِرٍ، وما مِنْ مُعلِنٍ وما مِنْ سامِـعٍ لأقوالِكُم.27أنا أوَّلُ مَنْ أخبرَ‌صِهيَونَ وأرسَلَ إلى أورُشليمَ بَشيرًا.28لكنِّي الآنَ لا أرى أحدًا، ولا أجِدُ مِنْ هؤلاءِ مُشيرًا إذا سألتُهُ يُجيـبُ بكلِمةٍ.29ها هم جميعًا باطِلٌ.أعمالُهُم عَدَمٌ وأصنامُهُم هَباءٌ.

~شرح النص~

مرّة أخرى يعطينا الكاتبُ صورة المحاكمة، وهي استعارة شائعة الاستعمال في أسفار الكتاب المقدّس، لا سيّما النبويّة منها.الربّ هو القاضي والملك.والمدّعى عليهم هم بيت يعقوب والأمم جميعًا.يدعو النبيّ البشر إلى أن يدافعوا عن أنفسهم أمام الملك العادل.

يذهب التحدّي الذي يطرحه النبيّ إلى دعوة الناس أن يتنبّأوا بالمستقبلات.لعلّهم آلهة.غير أنّ النبيّ يعرف عجزهم.هم ليسوا بآلهة.بل تراب زائل.وحده الربّ يعرف ما سيفعل.

يحيلنا الكاتب إلى قصّة آدم.معرفة الخير والشرّ.يدعوهم إلى أن يفعلوا الخير أو الشرّ ليعرف ماهيّة أفعالهم.واضح أنّه يشير إلى تشويههم للحقّ الإلهيّ.الشرّ عندهم خير والخير شرّ.لذا يقول لهم إنّ أعمالهم عدم، وما من أحد سوف ينظر إليها.

في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل، يورد الكاتب الاعلان عن مجيء عبده المسيح.سوف يتحدّث عنه صراحة في مطلع الفصل التالي، في النشيد الأوّل من الأناشيد المعروفة بأناشيد العبد المتألّم.

هذا المسيح سيكون مجيئه فعلَ الله الذي لا يعرفه أحد ولا يمكن لأحد أن يتنبّأ به.لأنّ الناس تنتظر الأقوياء ليسحقوا مَن هو أضعف منهم.أمّا المسيح فسيكون الضعيف الذي به سيسحق الربّ عزّة الأقوياء.

~تأمل في النص~

لا يأتي الربّ من حيث ننتظره.هكذا يعلّمنا الكتاب.ولا يأتي بما ننتظره، وذلك لأنّنا غالبًا نريد أن يأتي إلينا في المساحة أو بالحالة التي نختارها نحن.هو يأتي كما يشاء.خلاصه الذي يقدّمه يفاجئنا في أحيان كثيرة.في إشعيا اختار العبد المرذول ليكون هو خلاصه، وبه كلمته.هذا تحدّ لنا كبير.

~الفكرة الرئيسة~

مجيء مسيح الربّ على غير ما يتوقّعه الناس.سوف يسحق الأقوياء ويطأ الحكّام.ولكن، ليس بالحرب، بل بالانسحاق.

~صلاة~

ليضئ علينا يا ربّ وجه مسيحك.واجعلنا أن نكون من السامعين من فمه النداء باسمك في كلّ الأرض.

~قرار اليوم~