مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة
مساكين الأرض(إشعيا41: 17-20)
~النص البيبلي~
17إذا المَساكينُ والبائِسونَ طَلَبوا ماءً وما مِنْ ماءٍ، وألسِنَتُهُم جفَّت مِنَ العَطشِ، سأستَجيبُ لهُم ولا أخذُلُهُم أنا الرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ18فأفتَحُ الأنهارَ على الرَّوابي واليَنابيعَ في وسَطِ الأوديةِ، وأجعَلُ القَفرَ بُحَيرَةَ ماءٍ والأرضَ القاحِلَةَ مَنابِعَ مياهٍ،19وأُنمِّي الأرْزَ والسَّنطَ في البرِّيَّةِ والآسَوأشجارَ الزَّيتونِ وأُطلِعُ السِّنديانَ في الصَّحراءِ والسَّروَ والشَّربـينَ جميعًا20ليَنظُرَ البشَرُ ويعلَموا جيِّدًا ويتأمَّلوا ويفهَموا جميعًا أنَّ يدَ الرّبِّ صنَعَت ذلكَ وقُدُّوسَ إِسرائيلَ خلقَهُ.
~شرح النص~
في هذا النصّ صور أدبيّة في غاية الأهمّية، ليس فقط من حيث البُعد البلاغيّ، ولكن أيضًا من حيث اللاهوت الكتابيّ:العطش والصحراء مقابل الحقول والوديان المزهرة ووفرة المياه.أهمّية هذه الاستعارات المستعملة تكمن في أنّ المكانَ الذي منه وفيه يظهر الله ويعطي كلمته هو القفر.في سفر الخروج، نجد أنّ الربّ اقتادَ الشعب من رفاهة العيش في وادي النيل وخصبه إلى وحشة القفر لكي يعلن له هناك شريعته.وفي الطريق يهبه مياهًا للشرب من صخرة صلدة.
في هذه الفقرة من سفر إشعيا، تأتي استعارة العطش والصحراء لتؤكّد مسيرة سفر الخروج.ثمّة توازٍ، لا بل تناغم، بين المساكين والصحراء.فالمساكين كالأرض المجدبة، عطشى إلى الماء.والله سيهبهم المياه وكأنّها من ينابيع وأنهار، وسيتحّولون إلى روابي خضراء ووديان مزهرة.
يأتي هذا الكلام في السياق نفسه الذي بدأ به هذا الجزء من سفر إشعيا، في الفصل40؛ طريق الربّ هي في القفر، وفيها صوت الصارخ الذي يعلِن قدومه إلى المدينة ليهلَك فيها الظالمون، ويحيا البائسون.
في الحضارة البشريّة، نجد أنّ المدينة هي أوج الحضارة الانسانيّة، فيما الصحراء أو القفر رمز للوحشة، للّاوجود، ولانعدام إمكانيّة الحياة.غير أنّ الكتاب المقدّس ينظر إلى المدينة باعتبارها موئلًا للأشرار فيما البرّية تصير مكانًا للتجلّي الإلهيّ.لا نجد أيّ ظهور لله في الكتاب خارجَ البرّية.الله لا يظهر في مدينة، بل يأتي إلى المدينة ديّانًا.
وكما يأتي الله من البرّية هكذا يأتي أيضًا من المساكين.به تصير البرّية كرمًا مزهرًا، والمساكين يغدون ينابيع للماء الحيّ.
~تأمل في النص~
يجب أن نكتشف في ذواتنا ذلك المكان المقفر، أو تلك المساحة التي نشعر فيها أنّنا لا شيء البتّة، وأنّ لنا حاجة إلى أن يخاطبنا الله فيها أو منها.غالبًا ما نسعى إلى أن تكون حياتنا منظّمة ومرتّبة بحيث لا تخلو أبدًا ممّا نعتبره نحن غاية للوجود، سواء من حيث المال أو العمل أو الانجازات أو الانشغالات.سبيلنا أن نكتشف المساحة المقفرة لملاقاة الله فيها.
~الفكرة الرئيسة~
القفر رمز للحضور الإلهيّ لأنّ الانسان لا يد له فيها، ولا سلطة له عليها.كما جعل الله، في الخلق، الأرض الموحشة والخربة رياضًا خضراء حيّة، هكذا سيجعل من المساكين ينابيع بركات.
~صلاة~
لأنّ حياتي كلّها قفر، وطريقي ملأى بالأشواك، أعنّي أنت يا ربّ حتّى أسمع صوتك الذي هو نوري وضيائي ومائي للحياة الحقّة.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/